أعلن المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي طارق صلاح الدين، الاثنين، أن قيمة المساعدات الغذائية الشهرية للروهينجا في مخيمات اللاجئين في بنغلادش، سيتم زيادتها إلى 12.50 دولاراً بدءاً من أغسطس الجاري، فيما أكد ناشطون في الإغاثة الإنسانية ولاجئون أن “هذه القيمة لا تكفي أبداً لسد احتياجات اللاجئين”.
ويأتي ذلك بعد نحو عام على تخفيضها إلى 8 دولارات للشخص الواحد، قبل أن يتم رفعها في يناير الماضي إلى 10 دولارات للشخص الواحد، وأعلن حينها برنامج الغذاء العالمي عن عجز قدره 61 مليون دولار في التمويل المطلوب من البلدان المانحة.
ورحب مدير جمعية أراكان الإنسانية سليم الأركاني بإعادة نسبة الحصة الغذائية المخصصة للاجئين الروهينجا في مخيمات بنغلادش، معتبراً أن هذه الخطوة تأتي تلبية للاحتياجات الإنسانية الملحة للاجئين الذين يعانون من ظروف معيشية صعبة.
المساعدات لا تغطي الاحتياجات
لكن الأركاني أكد، في تصريح لوكالة أنباء أراكان، أن هذه المبالغ المخصصة للاجئين لا تغطي احتياجهم الغذائي لأيام، مبيناً أنه مع ازدياد أعداد الواصلين حديثاً يتزايد العبء على الأسر المستضيفة.
وشدد مدير الجمعية على ضرورة دعم المجتمع الدولي للمؤسسات الإنسانية حتى تتمكن من الاستمرار في تأمين الاحتياجات الأساسية للاجئين، بما يوفر لهم الاحتياجات الأساسية حتى يتم إيجاد حل دائم لأزمتهم، محذراً من أن انقطاع هذه المساعدات سيؤدي إلى كارثة إنسانية في المخيمات.
وأعرب الأركاني عن أمله بأن يتمكن هؤلاء اللاجئون من العودة قريباً إلى وطنهم حتى يحظون بحياة كريمة، أو أن يتم توطينهم في بلد ثالث ريثما تتهيئ ظروف العودة.
بدوره أكد بشير أحمد، لاجئ في مخيمات الروهينجا ببنغلادش، أن هذه المساعدات لا تكفي أبداً لسد احتياجات اللاجئين، “لا سيما أن العمل غير مسموح للاجئين وكذلك الخروج من المخيمات”.
ولفت أحمد إلى أن هذه المساعدات يتم توزيعها على شكل “كوبونات”، تخول المستفيدين بالحصول على مواد محددة، متسائلاً: “من سيؤمن الاحتياجات الأخرى للاجئين كالعلاج والدواء وغيرها؟”.
ويتواصل في الأسابيع الأخيرة وصول الآلاف من الروهينجا إلى مخيمات اللاجئين في بنغلادش بعد عبور الحدود من ولاية أراكان غربي ميانمار، بسبب تواصل المعارك بين جيش ميانما وجيش أراكان، ولم يتلق هؤلاء الوافدون الجدد أي مساعدة بعد، بحسب مسؤولين في المخيمات، ما يزيد احتياجات اللاجئين ويفاقم معاناتهم.
ويعيش نحو مليون لاجئ من الروهينجا وسط ظروف صعبة بمخيمات في بنغلادش، وقد فرّ معظمهم من ولاية أراكان غربي ميانمار في عام 2017 بعد حملة عسكرية شنها جيش ميانمار، أصبحت موضوع تحقيق في الإبادة الجماعية من قبل محكمة تابعة للأمم المتحدة.