وكالة أنباء أراكان
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الجمعة، أن عدد اللاجئين الروهينجا الواصلين إلى إندونيسيا في الفترة بين نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 وحتى سبتمبر/ أيلول الجاري، بلغ 2026 شخصاً، أغلبهم من النساء والأطفال.
وذكرت المفوضية، في أحدث تقرير لها، أن لاجئي الروهينجا قاموا برحلات بحرية محفوفة بالمخاطر من ميانمار وبنغلادش بحثاً عن الحماية ولم شمل الأسرة والوصول إلى سبل العيش والتعليم لسنوات، وأنه وفي الأسابيع الأخيرة من عام 2023 وأوائل عام 2024، زادت وتيرة وصول القوارب وعدد الأفراد الذين ينزلون في إندونيسيا بسرعة.
وأوضح التقرير أنه من منتصف نوفمبر 2023 حتى 20 سبتمبر 2024، رسا 15 قارباً يحملون 2026 لاجئاً من الروهينجا (73٪ منهم من النساء والأطفال) في آتشيه وشمال سومطرة بإندونيسيا، وبينما غادر العديد منهم إندونيسيا منذ ذلك الحين، لا يزال 1175 في أماكن إقامة غير رسمية ومؤقتة في مقاطعات آتشيه وشمال سومطرة ورياو.
وبحسب المعلومات التي قدمها الوافدون الجدد إلى المفوضية، فإن الزيادة في عدد الأفراد الذين يقومون برحلة بحرية كانت مدفوعة بعدد من العوامل، وتشمل هذه العوامل استمرار عدم الاستقرار في ميانمار، والافتقار إلى التقدم في معالجة الأسباب الجذرية لنزوح الروهينجا وتوفير الظروف المواتية للعودة، وانعدام الأمن المتزايد، وتراجع المساعدات الإنسانية في المخيمات في بنغلادش، وشبكات التهريب الأكثر نشاطًا، وانخفاض تكلفة الرحلات البحرية.
غرق قوارب الروهينجا
وقالت مفوضية اللاجئين: إن هذه الرحلات خطيرة للغاية وغالبًا ما تتم على متن سفن أو قوارب غير صالحة للإبحار تحت قيادة طاقم عديم الضمير، ففي مارس 2024، انقلب قارب يحمل حوالي 142 من الروهينجا قبالة ساحل غرب آتشيه، مما أسفر عن وفاة 67 راكباً غرقاً، بما في ذلك 27 طفلاً على الأقل، كما لقي ما يقرب من 800 لاجئ من الروهينجا حتفهم أو اختفوا في البحر في عامي 2022 و2023، بما في ذلك قارب متجه إلى إندونيسيا يحمل حوالي 200 لاجئ يُعتقد أنه غرق في نوفمبر 2023.
وأفاد اللاجئون الذين تم إنزالهم أنهم يواجهون تحديات تتعلق بالحماية والأمن في البحر، بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي، والإيذاء الجسدي، وسوء التغذية، والاستغلال، والابتزاز، ويؤكد لاجئو الروهينجا أنهم يدركون المخاطر ولكنهم ما زالوا يستقلون القوارب، مما يسلط الضوء على الخوف السائد والشعور باليأس الذي يعجل بقرارهم بالشروع في هذه الرحلات، بحسب التقرير.
وفي السنوات السابقة، ووفقًا للقرار الرئاسي في إندونيسيا رقم 125 لعام 2016 بشأن التعامل مع اللاجئين، تم إنقاذ قوارب الروهينجا المنكوبة والسماح لها بالنزول في البلاد من قبل البحرية والسلطات المحلية والمجتمعات الساحلية في آتشيه، وبعد النزول، حددت السلطات مواقع استضافة لهم، حيث قدمت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة وشركاء آخرون الحماية والمساعدة الأساسية.
موقف الإندونيسيين من الروهينجا
في حين يظل العديد من الإندونيسيين داعمين ومتعاطفين مع التحديات التي يواجهها لاجئو الروهينجا، فإن أولئك الذين وصلوا بالقوارب في أواخر عام 2023 وأوائل عام 2024 واجهوا معارضة غير مسبوقة في إندونيسي، ومُنع بعض الروهينجا من النزول، ونزل آخرون فقط ليُجبروا من قبل المجتمعات المحلية على العودة إلى القوارب وإعادتهم إلى البحر، والعديد من الذين نزلوا لم يتم تخصيص مأوى مناسب لهم من قبل السلطات، ونتيجة لذلك، يعيش مئات اللاجئين، الذين نزلوا في الأشهر الأخيرة، حالياً في ظروف خطيرة للغاية ومكتظة ودون المستوى المطلوب، إذ تتعرض الحماية والاستجابة للمساعدة للخطر، وفق تقرير مفوضية اللاجئين.
وقالت المفوضية: “في حين يقوم لاجئو الروهينجا برحلات من بنغلادش وميانمار على مدار العام، فإن الغالبية تنتقل عادة بين شهري نوفمبر ومارس عندما تكون ظروف البحر مواتية، وهناك حاجة إلى الدعم لتعزيز الاستجابة في حالة وصول المزيد من القوارب التي تحمل لاجئي الروهينجا إلى إندونيسيا في الأشهر الأخيرة من عام 2024”.
وتتوقع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن تكون هناك حاجة إلى 2.2 مليون دولار أمريكي للاستجابة لاحتياجات السكان الحاليين والوافدين الجدد المتوقعين في عام 2024، لافتة إلى أنها لم تتلق سوى جزء ضئيل من التمويل المطلوب حتى الآن، وأن “الاستجابة لوصول قوارب الروهينجا لا تزال تعاني من نقص التمويل بشكل خطير”.