وكالة أنباء أراكان | خاص
كشفت أسرتا اثنين من شباب الروهينجا اللاجئين في إندونيسيا تفاصيل مأساة وفاة الشابين بأحد المستشفيات بسبب نقص الرعاية الطبية الملائمة والتأخير في تقديم العلاج اللازم لهما في مدينة “بيكانبارو” عاصمة إقليم “رياو”.
وشهدت الأيام الماضية وفاة الشابين الروهنجيين “أسعد الله” الذي توفي عن 25 عاماً تاركاً خلفه زوجته وابنته الرضيعة، والشاب “محمد الله” الذي توفي عن عمر 20 عاماً بعد فترة وجيزة من زواجه.
وأوضحت أسرة “أسعد الله” لوكالة أنباء أراكان أن الشاب كان يعاني لشهور من مرض التهاب الكبد الوبائي “سي” ومضاعفاته من الاستسقاء وغيرها، وأن حالته الصحية كانت سيئة للغاية، إلا أنه لم يمكنه تحمل التكاليف المرتفعة للعلاج.
وتابعت أسرة الشاب أنه تردد كثيراً على العيادة المخصصة في مخيمات الروهينجا في مدينة “بيكانبارو”، وحاول دخول المستشفى لتلقي العلاج لكنه لم يتمكن من ذلك إلا بعد وصوله لمراحل المرض الأخيرة حيث لم يمكن إنقاذ حياته في الوقت المناسب، وكانت تلك زيارته الأولى والأخيرة إلى مستشفى “سيافيرا” في المدينة.
وأكدت الأسرة أنها حاولت الحصول على المساعدة من الفرق الطبية التابعة للمنظمة الدولية للهجرة (IOM) والتي تقدم العلاج والرعاية للاجئي الروهينجا في “بيكانبارو” إلا أنه لم يتم إعطاؤه الأولوية حتى تفاقمت حالته بشكل كبير.
وعانى “أسعد الله” بشكل كبير خلال الشهرين الأخيرين إذ لم يكن قادراً على العمل لتوفير قوت يومه، ولم يتمكن من الحصول على المساعدات الإنسانية لعيشه في غرفة مستأجرة خارج مساكن اللاجئين التي لم يتوفر له مكان للعيش داخلها.
وتعتمد أسرته حالياً على المساعدات المالية الاعتيادية التي تقدمها المنظمة الدولية للهجرة شهرياً دون أي دعم أو مساعدة إضافية، فيما يرعى أقاربه أرملته الشابة وطفلته الرضيعة.
مأساة متكررة
أما الشاب “محمد الله” فقد كان يعاني من مرحلة متقدمة من مرض الصفراء وعدد من المشاكل الصحية الأخرى، وأكد قبل وفاته أنه يعاني بصورة كبيرة، إلا أنه لم يتلقى الرعاية الطبية اللازمة.
وأكدت عائلته وأصدقاؤه أن الشاب أُدخل إلى المستشفى لكنه لم يتلقى العلاج المناسب لحالته المتقدمة، وتردد على المستشفى عدة مرات، اضطر في عدد منها للعودة إلى بيته بعد انتظار دام ساعات دون الحصول على علاج، وهو ما تكرر حتى وفاته.
وكشفت أسرة محمد الله أنه عانى لثلاثة شهور تقريباً قبل وفاته، كان قادراً خلالها على مقاومة المرض لكنه توفي في النهاية بسبب عدم تقديم العلاج اللازم له.
وتعيش أسرة محمد الله معتمدة على الدعم الشهري الذي تقدمه منظمة الهجرة الدولية للاجئي الروهينجا في “بيكانبارو” دون تلقي أي مساعدات إضافية من أي جهة أخرى.
وأعربت أسرتا الشابين لوكالة أنباء أراكان عن مخاوفهما من أن يؤدي نقص العلاج الطبي المناسب والرعاية الصحية اللازمة إلى وفاة المزيد من شباب الروهينجا في إندونيسيا، مطالبن بتحسين الظروف المعيشية للاجئي الروهينجا في “بيكانبارو”.
ووفق بيانات الأمم المتحدة، يوجد في إندونيسيا قرابة ثلاثة آلاف لاجئ روهنجي، إلا أنه يعتقد أن الأرقام الحقيقية تزيد عن ذلك، وتعد إندونيسيا من أبرز الوجهات التي يقصدها لاجئو الروهينجا، ولا تعد إندونيسيا بين الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين وتقول إنه لا يمكن إرغامها على استقبال اللاجئين من ميانمار، وتدعو بدلاً من ذلك الدول المجاورة إلى تقاسم العبء وإعادة توطين الروهينجا الذين يصلون إلى شواطئها.
ويخوض لاجئو الروهينجا رحلات بحرية خطرة تودي بحياة عددٍ منهم، أملاً في الوصول إلى ماليزيا أو إندونيسيا باحثين عن الأمان، بعدما فروا من الاضطهاد والعنف في ميانمار، لا سيما بعد حملة “الإبادة الجماعية” عام 2017، و كذلك هرباً من الأحوال المعيشية الصعبة في مخيمات اللجوء ببنغلادش التي تستضيف قرابة مليون منهم.