وكالة أنباء أراكان | خاص
تصاعدت عمليات اختطاف الأطفال داخل مخيمات اللاجئين الروهينجا في بنغلادش، وسط غياب تام للمساءلة القانونية، ما يهدد حياة آلاف الأطفال ويزيد من مخاوف اللاجئين القاطنين في بيئة غير آمنة.

وقال أحد قادة الروهينجا في مخيم “بالوخالي”، رفض ذكر اسمه، لـ”وكالة أنباء أراكان”، إن أعمال العنف التي تشمل الاختطاف والابتزاز والقتل والسرقة، تزداد يوماً بعد يوم، في ظل غياب محاسبة الجناة.
وأضاف أن بعض المواطنين البنغاليين، بالتعاون مع أفراد من الروهينجا، ينفذون عمليات اختطاف لأطفال من داخل المخيمات، ويقومون بتسليمهم إلى عصابات محلية مسلحة تطالب ذويهم بفدية مالية مقابل إطلاق سراحهم، مهددة بتعذيبهم أو قتلهم في حال عدم الدفع.
وخلال مقطع فيديو متداول على منصات التواصل، اعترف اثنان من الروهينجا من منفذي عمليات الاختطاف، بأنهما سلما طفلين إلى إحدى هذه العصابات مقابل مبالغ بلغت 5000 و11000 تاكا بنغالي، مشيرين إلى أن العصابة تبتز ذوي الأطفال بالحصول على الفدية، وحال عدم الاستجابة يتعرض الأطفال للتعذيب وربما القتل.
وتفيد شهادات من داخل المخيمات بأن الروهينجا، وهم من بين أكثر الفئات ضعفاً في العالم، لا يحظون بالحماية الكافية، ولا يحصلون على العدالة عند وقوع الجرائم، رغم أن هذه الانتهاكات تمثل خرقاً للدستور البنغالي والاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان.
ووجّه اللاجئون الروهينجا نداءً عاجلاً إلى الحكومة البنغالية والجهات المعنية، تضمن خمس مطالب رئيسية شملت توفير حماية فعالة للاجئين داخل المخيمات، التحقيق بشفافية ومحاسبة الجناة في الجرائم المبلغ عنها.
وكذلك إنشاء وحدة أمنية أو لجنة تحقيق خاصة لمنع تكرار الجرائم، والتعاون مع المنظمات الدولية لحماية كرامة اللاجئين وضمان العدالة، والتزام الحكومة البنغالية بمسؤولياتها القانونية والإنسانية تجاه اللاجئين على أراضيها.

وتتكرر بشكل شبه يومي قصص اختطاف الروهينجا في مخيمات اللاجئين ببنغلادش، لمساومة أسرهم على إطلاق سراحهم مقابل فدية مالية ضخمة لا تمتلكها الأسر في أغلب الأحيان.
ومن بين تلك الجرائم، تعذيب شاب روهنجي يدعى “جاهد حسين” في مخيم “كوتوبالونغ” بعد اختطافه على يد مجهولين، ورفض إطلاق سراحه إلا مقابل فدية قيمتها 40 ألف تاكا. وأيضاً اختطاف الطفل الروهنجي “محمد أراكان” (5 سنوات)، الذي دفن الخاطفون جسده في الرمال وأرسلوا صوره لأسرته وطالبوا بدفع 700 ألف تاكا بنغلادشية (5700 دولار) مقابل إطلاق سراحه.
وسبقها واقعة العثور على جثمان روهنجي بعد أسبوع من اختطافه، بعدما حالت ظروف أسرته الصعبة دون إنقاذه وعدم قدرتها على جمع مبلغ الفدية 800 ألف تاكا بنغلادشية (6600 دولار)، كما روى شاب روهنجي يدعى “أبو يوسف” تفاصيل حادثة اختطافه وتعذيبه على يد مجهولين في مخيمات بنغلادش قبل أن يتم إطلاق سراحه بعد دفع عائلته الفدية.
وكانت السلطات البنغلادشية، أعلنت في ديسمبر الماضي إنقاذ 19 لاجئاً من الروهينجا بعد تعرضهم للاختطاف والتعذيب على يد جماعة مسلحة تمكنت من القبض على 14 من أفرادها.
ولا زالت حالات الاختطاف المتكررة تمثل تهديداً لسلامة الروهينجا في مخيمات بنغلادش، فيما تؤكد السلطات هناك أنها تحاول ملاحقة الخاطفين وشن حملات أمنية ضدهم، وتؤكد تقارير إعلامية بنغلادشية إلى تزايد حوادث الاختطاف بين الروهينجا في البلاد وخصوصاً في منطقة “تكناف” الجبلية.