وكالة أنباء أراكان
أعادت السلطات في إقليم “آتشيه” بإندونيسيا نقل 152 لاجئ روهنجي إلى منطقة “جنوب آتشيه” مرة أخرى بعدما رفضت السلطات في “باندا آتشيه” عاصمة الإقليم استقبالهم وتوفير سبل الإقامة لهم.
وأوضحت أزهار الحسنى منسقة لجنة المختفين وضحايا العنف في إقليم “آتشيه” أن حكومة “جنوب آتشيه” نقلت لاجئي الروهينجا إلى المكتب الإقليمي لوزارة القانون وحقوق الإنسان المشرف على الهجرة في “باندا آتشيه”، بعدما لم تتم عمليات التنسيق وجمع المعلومات بشأن اللاجئين منذ رسو قاربهم قبل أسبوعين.
وتابعت في تصريحات لشبكة “تمبو” الإندونيسية اليوم الإثنين أنه تم نقل لاجئي الروهينجا مرة أخرى إلى “جنوب آتشيه” وتسكينهم بأحد المراكز الرياضية هناك بعدما رفضت السلطات في “باندا آتشيه” استيعابهم.
وقالت أزهار الحسنى إن السلطات بدت وكأنها تنقل المسؤولية إلى بعضها البعض لأنها لا تريد استيعاب اللاجئين، والذين لم يسمح لهم بالنزول من الشاحنات في “باندا آتشيه” بسبب عدم وجود إذن ولعدم اكتمال الإجراءات الإدارية.
وحاولت حكومة “جنوب آتشيه” نقل لاجئي الروهينجا إلى “باندا آتشيه” على متن شاحنات لمسافة تصل إلى 335 كيلو متراً ليتم ترتيب إقامتهم هناك، بعدما أصبح “جنوب آتشيه” نقطة رسو أساسية لقوارب الروهينجا.
كما نددت المسؤولة بالظروف غير الإنسانية لنقل لاجئي الروهينجا حيث لم يتم حمايتهم إلا بالقماش المشمع لوقايتهم من الطقس الحار، كما لم يحصلوا على حقوق أساسية في الغذاء والماء والعبادة.
وأضافت أنه لم يكن لديهم إمكانية الوصول إلى “المراحيض”، ولم يسمح لهم إلا بالنزول لفترة وجيزة لقضاء حاجتهم في خنادق على جانب الطريق.
وذكرت أزهار الحسنى أنه من بين 152 لاجئاً من الروهينجا، كان هناك ما لا يقل عن 3 نساء حوامل وأكثر من 80 طفلاً وامرأة.
وكانت السلطات في إندونيسيا نقلت 152 لاجئ روهنجي من ملاجئهم المؤقتة في ميناء “لابوهان حاجي” إلى منطقة “تاباكتوان” في جنوب إقليم “آتشيه”، بعدما انتهت المهلة الزمنية التي حددها السكان المحليون لبقائهم في المنطقة بعد رسو قاربهم.
وأنقذت السلطات الإندونيسية هذه المجموعة من لاجئي الروهينجا في 24 من أكتوبر الماضي، بعدما ظلوا على متن قارب صيد قبالة ساحل إقليم “آتشيه” لمدة أسبوع، إثر رفض السكان المحليين السماح لقاربهم بالرسو على الشاطئ.
وكان مكتب وزارة القانون وحقوق الإنسان في “آتشيه” قد وعد بنقل لاجئي الروهينجا إلى مدينة ” لوكسيماوي” بعد إيوائهم مؤقتاً في “جنوب آتشيه”، إلا أن حكومة المدينة نفت ذلك وقالت إنه لم يكن هناك تنسيق معها بشأن إعادة التوطين.
وشهد الشهر الماضي وحده وصول ثلاثة قوارب تحمل ما يقارب 400 مهاجر من الروهينجا، 78% منهم من النساء والأطفال، إلى جنوب آتشيه، وشرق آتشيه، وشمال سومطرة في إندونيسيا، وتوفي تسعة أفراد منهم على الأقل خلال رحلاتهم، وذلك وفق أحدث تقرير لمفوضية الأمم المتحدة للاجئين.
ويخوض لاجئو الروهينجا رحلات بحرية خطرة تودي بحياة عددٍ منهم، أملاً في الوصول إلى ماليزيا أو إندونيسيا باحثين عن الأمان، بعدما فروا من الاضطهاد والعنف في ميانمار، لا سيما بعد حملة “الإبادة الجماعية” عام 2017، و كذلك هرباً من الأحوال المعيشية الصعبة في مخيمات اللجوء ببنغلادش.