وكالة أنباء أراكان
فرضت ميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان) في ولاية أراكان غربي ميانمار، قيوداً جديدة على تحركات الروهينجا في مدينة مونغدو، تمنعهم من المبيت في القرى المجاورة دون الحصول على إذن مسبق أو خطاب تسجيل ضيف، ما أدى إلى تفاقم معاناتهم وصعوبة تنقلهم حتى في الحالات الطارئة.
وقال سكان محليون، حسبما أعلن موقع “روهينجا خبر”، إن ميليشيات أراكان بدأت مؤخراً بتشديد إجراءات التفتيش في نقاط القرى، حيث يُطلب من أي شخص يرغب في المبيت خارج قريته تقديم خطاب توصية من إداري القرية الأصلية، وإلا يُمنع من البقاء ليلاً.
وذكر أحد السكان، أن الأهالي يواجهون مشكلات كبيرة بسبب هذه التعليمات، موضحاً: “إذا ذهبنا لقرية أخرى في حالة طارئة واحتجنا إلى المبيت، يجب أن نحصل على تصريح رسمي، وإلا لن يُسمح لنا بالبقاء هناك”.
وأفاد شاهد آخر، بأنه اضطر إلى العودة ليلاً تحت المطر بعد حضور جنازة في قرية مجاورة لأنه لم يكن يحمل خطاباً رسمياً، مشيراً إلى أن عناصر جيش أراكان هددوا بمعاقبة أي شخص يبيت دون تسجيل.
وأكدت مصادر محلية، أن القيود الجديدة جعلت التنقل اليومي أمراً محفوفاً بالمخاطر، إذ يخشى السكان مغادرة قراهم حتى لأسباب عائلية أو اجتماعية، فيما أوضح أحد الأهالي: “أصبحنا نعيش في خوف دائم، كأننا في سجن مفتوح لا يمكننا الخروج منه حتى لليلة واحدة”.
ويعاني الروهينجا تحت حكم ميليشيات أراكان من انتهاكات واسعة تشمل إغلاق منازلهم بعد شكاوى كيدية، والاستيلاء عليها، ومصادرة ممتلكاتهم الثمينة وتشريد الكثير من العائلات، وفرض قيوداً صارمة تمنع حركتهم بين القرى، بعد تقييدها عبر شبكة من نقاط التفتيش الأمنية عند مداخل ومخارج كل قرية روهنجية.
وأطلقت ميليشيات أراكان حملة عسكرية في نوفمبر 2023 ضد جيش ميانمار للسيطرة على الولاية، وتمكنت من السيطرة على 14 من أصل 17 مدينة، وهو الصراع الذي طالت نيرانه الروهينجا الذين تعرضوا للعنف والتهجير القسري والاضطهاد من كلا الجانبين، بعدما تعرضوا أيضاً لحملة “إبادة جماعية” من قبل جيش ميانمار عام 2017 دفعت قرابة مليون منهم للفرار نحو بنغلادش.