وكالة أنباء أراكان
يواجه الروهينجا في مونغدو بولاية أراكان غربي ميانمار، أزمة متفاقمة في سوء التغذية، حيث يعاني الأطفال دون سن الخامسة أكثر من غيرهم في مخيمات النازحين داخلياً والقرى المعزولة.
وتحدثت امرأة تعمل في مساعدة النازحين داخلياً عن الوضع المأساوي، قائلة: “مع مواجهة الأسر لأزمات معيشية، لم يعد الأطفال يحصلون على التغذية الكافية، بطونهم منتفخة لكن أجسادهم تبقى هزيلة للغاية”، وفقاً لما أعلنه موقع “روهنجا خبر”.
إلى جانب ذلك، انتشرت أمراض جلدية بسرعة بين الأطفال في مونغدو، ويصف أحد السكان المحليين الوضع قائلًا: “الأمراض الجلدية منتشرة بشكل واسع بين الأطفال، حيث يعاني الكثير منهم من حكة شديدة، بينما يشعر الآباء بالعجز عن مساعدتهم”.
وحذر أطباء من أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية معرضون لخطر صحي شديد، حيث تفتقر أجسادهم إلى العناصر الغذائية الأساسية للنمو السليم، ويمكن أن يؤدي سوء التغذية الحاد إلى فقدان الوزن الشديد وضعف المناعة ومضاعفات صحية خطيرة أخرى.
كما يعاني بعض النازحين البالغين في مونغدو، من التهابات جلدية مماثلة، لكنهم غير قادرين على تحمل تكاليف العلاج الطبي، كما تعاني أيضا النساء الحوامل وكبار السن من الروهينجا بسبب نقص الغذاء، وفي بعض الحالات وردت تقارير عن وفاة نازحين مسنين نتيجة سوء التغذية الحاد، ما يبرز العواقب القاتلة للأزمة.
وتعبر امرأة تعمل في دعم النازحين عن قلقها بشأن ارتفاع أسعار الأدوية الأساسية، قائلةً: “هنا في مونغدو، أدت الأزمة الإنسانية إلى مضاعفة سعر علبة الباراسيتامول التي تحتوي على 10 إلى 12 قرصاً لتُباع بسعر يتراوح بين 2000 و4000 كيات ميانماري (95 سنتا- 1.9 دولار).
ووفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، فإن لكل طفل الحق في الحصول على التغذية الكافية والأمان وبيئة معيشية آمنة، ومع ذلك في مناطق النزاع مثل مونغدو لا تزال هذه الحقوق الأساسية تُنتهك بحق أطفال الروهينجا.
وأدى تقييد المساعدات الإنسانية وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني وانعدام فرص العمل، إلى استحالة قدرة عائلات الروهينجا على توفير الاحتياجات الأساسية، ومع انخفاض توافر الأرز واللحوم والأسماك، ارتفعت معدلات سوء التغذية بين الأطفال بشكل خطير.
تأتي هذه الأزمة في ظل سيطرة جيش أراكان على مونغدو منذ 8 ديسمبر الماضي، فيما تواجه مجتمعات الروهينجا أزمات اقتصادية متزايدة مع غياب المساعدات من المنظمات الدولية، ومع استمرار تقييد المساعدات الإنسانية ونفاد الإمدادات الأساسية، ينتشر سوء التغذية والأمراض بسرعة، وإذا لم تتخذ إجراءات عاجلة، سيتدهور الوضع أكثر وسيقع الروهينجا في أزمة إنسانية أعمق.