وكالة أنباء أراكان
تشهد مدينة “سيتوي” عاصمة ولاية أراكان غربي ميانمار مأساة إنسانية متفاقمة حيث انتشر الجوع بين أوساط السكان والنازحين بسبب انعدام فرص العمل ونقص المساعدات الإنسانية، وخاصة في المناطق الواقعة على أطراف المدينة.
وذكرت شبكة “أخبار بورما الدولية” إن الكثير من الأسر في أجنحة “ساتيونيسو” و”مينغان” و”دانيوادي” في المدينة تعاني بشدة جراء عجزها عن توفير الدخل اللازم لشراء الوجبات اليومية الأساسية، هو ما أضر بشكل خاص بالأطفال وكبار السن بالمدينة التي تضم أعداد كبيرة من النازحين الروهينجا.
ونقلت الشبكة عن أحد السكان المحليين في “سيتوي” قوله “لا يمكن لأب أو أم أن يحتملوا رؤية أطفالهم يتضورون جوعاً، لذا ينتهي الحال بهم باللجوء إلى التسول أو السرقة، كما أنهم في حالة بحث دائم عن فعاليات خيرية أو تبرعات في المدينة من أجل الحصول على الطعام، إن أزمة الجوع في سيتوي مستمرة في التدهور”.
كما أكد ساكن آخر في المدينة أن الكثير من المتضررين هم من كبار السن، مضيفاً “الكثير من المسنين في ساتيونيسو يتضورون جوعاً وليس لديهم أبناء يرعونهم ولا يتمتعون بالقدرة البدنية الكافية للعمل، لذا فهم يعانون بشدة وقد يلجأون لشرب المياه ليوم كامل إذا لم يتوفر الأرز”.
ورغم تبرع بعض الأشخاص بعبوات الطعام والأرز للمحتاجين في المجتمعات الفقيرة في “سيتوي” إلا أن ذلك غير كافي على الإطلاق مقارنة بحجم الاحتياجات المتزايد، كما أن المساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني والأديرة للنازحين في “سيتوي” تعد غير كافية.
وبينما لا تتلقى العائلات الأكثر فقراً في المدينة الدعم الكافي اضطرت أعداد منها للتظاهر بأنهم من النازحين للحصول على بعض الطعام، وقال أحد الأشخاص للشبكة “إذا بقينا في منازلنا فسنموت جوعاً بالتأكيد، نذهب إلى الدير حتى لا نجوع وتنتقل عائلتنا إلى أي مكان نجد فيه الطعام”.
وتسبب امتداد القتال بين جيش ميانمار وجيش أراكان (الانفصالي) إلى مناطق “سيتوي” في مصاعب جمة للسكان وخاصة الروهينجا الذين اضطروا للنزوح من قراهم في أنحاء أراكان هرباً من مزيد من العنف والاضطهاد ضدهم، وباتوا يعانون من انعدام الأمن وصعوبة الحصول على المأوى والغذاء والرعاية الطبية.
ويسيطر جيش أراكان على 14 بلدة من 17 بلدة في ولاية أراكان منذ أطلق حملة عسكرية للسيطرة عليها في نوفمبر 2023، وتعد الولاية مسرحاً للقتال بين الجانبين، ما تسبب في نزوح أعداد كبيرة من الروهينجا داخلياً وخارجياً باتجاه بنغلادش، إذ يقعون بين رحى الصراع ويستهدفون بالانتهاكات من الجانبين، لا سيما حملة الإبادة التي استهدفهم بها جيش ميانمار في عام 2017 والتي دفعت قرابة مليون منهم للفرار نحو بنغلادش المجاورة.

