وكالة أنباء أراكان | خاص
أفادت مصادر محلية لوكالة أنباء أراكان بأن جيش أراكان (الانفصالي) يفرض ضرائب باهظة على المحال التجارية في مدينة “مونغدو” بولاية أراكان غربي ميانمار، إضافة إلى فرض الحصار على عدة قرى وتقييد حركة السكان.
وقال السكان المحليون إن مسؤولين من جيش أراكان اجتمعوا بملاك المحال التجارية، الأحد، في المكتب الإقليمي بـ”مونغدو”، وطالبوهم بدفع مبالغ مالية تتراوح بين 100 ألف كيات ميانماري (48 دولاراً أمريكياً) و400 ألف كيات (190 دولاراً) لكل متجر، وفقاً لما أكده مراسل وكالة أنباء أراكان.
وأوضح السكان أن قائداً بجيش أراكان، مصحوباً بثلاثة جنود، زار سوق المدينة، الاثنين، وطالب كل متجر بدفع 10 آلاف كيات ميانماري (5 دولارات أمريكية) بزعم تخصيصها لتوفير الأمن والحماية للسوق، ومع ذلك، أكد السكان أن وعود الأمن والحماية لم تتحقق.
وشرع جنود جيش أراكان في جمع الضرائب من خمس محال تجارية يومياً بمبالغ متفاوتة وفقاً لقيمة السلع المتوفرة، وأجبروا المحال التي تحتوي على بضائع بقيمة 5 ملايين كيات (2380 دولاراً) على دفع 100 ألف كيات (48 دولاراً)، بينما طالبوا المحال التي تزيد قيمة بضائعها عن 10 ملايين كيات (4760 دولاراً) بدفع مبالغ تتراوح بين 200 ألف و400 ألف كيات (95 إلى 190 دولاراً).
حصار قرية
كما فرض جنود جيش أراكان، الثلاثاء، حصاراً على قرية “كياو ليجا” في منطقة “روا هتيت” بمدينة “مونغدو”، وأغلقوا الطرق وقيدوا حركة السكان الذين أعربوا عن مخاوفهم من المزيد من القيود في ظل تزايد نفوذ جيش أراكان.
وأوضح مراسل وكالة أنباء أراكان أن جنود جيش أراكان دخلوا القرية ليلاً وفتشوا كافة منازلها زاعمين البحث عن أشخاص ينتمون إلى جيش إنقاذ روهينجا أراكان (ARSA) ومنظمة التضامن مع الروهينجا (RSO)، كما اعتقلوا رئيس القرية السابق تسنيم جوهر من داخل منزله دون إبداء أسباب.
وشهدت الليلة ذاتها اعتقال جنود جيش أراكان صياداً محلياً يدعي محمد سليم أثناء ممارسته حرفته، فيما لم تذاع أي أنباء عن مصيره حتى الآن.
كما أفاد مراسل وكالة أنباء أراكان أن جنود جيش أراكان حاصروا قرية “هلاي كا” في محيط “مونغدو”، ظهر الثلاثاء، ومنعوا السكان من التحرك داخل القرية وخارجها، مشيراً إلى أن العديد من السكان لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم بسبب الحصار المسلح.
وتعد هذه التطورات جزءاً من سلسلة ممارسات عنيفة ينتهجها جيش أراكان ضد السكان، لا سيما مسلمي الروهينجا، وتشمل التجنيد القسري والنزوح القسري.
وتسيطر قوات جيش أراكان على مساحات واسعة من الولاية بعد إطلاق حملة عسكرية في نوفمبر من العام الماضي ضد جيش ميانمار للسيطرة على ولاية أراكان.
وتسبب الصراع بين الجانبين في نزوح عشرات الآلاف من الروهينجا داخلياً وفرار مئات الآلاف إلى بنغلادش عبر نهر “ناف”، حيث يعاني الروهينجا من العنف والقتل والاضطهاد والتجنيد القسري من الجانبين، وأدى استمرار القتال والحصار إلى تدهور الأوضاع المعيشية للسكان ونقص حاد في الإمدادات الطبية والغذائية.
وتشير تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن أكثر من مليوني شخص في أراكان قد يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء بحلول عام 2025.