تحت التهديد.. ميليشيات أراكان تجبر الروهينجا على أعمال شاقة دون راحة أو أجر

جيش أراكان يجبر الروهينجا في قرى مونغدو على العمل القسري في الطرق تحت الشمس الحارقة (صورة: ANA)
شارك

وكالة أنباء أراكان

واصلت ميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان) في ولاية أراكان غربي ميانمار، إجبار عشرات الروهينجا على أداء أعمال شاقة تحت التهديد والإكراه، في انتهاك صارخ للقانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان.

وذكر سكان محليون، إن عناصر الميليشيات أجبروا نحو 175 من سكان قرى الروهينجا على تنظيف الغابات وقطع الأشجار على جانبي الطريق الرابط بين قريتي “أونغ مينغالا” و”كي كان بينغ” بعمق يصل إلى 100 قدم في كل جانب، وذلك في إطار مشروع لتوسيع الطرق العسكرية قرب أحد أكبر معسكرات الميليشيا.

وأوضح السكان، حسبما أعلن موقع “مونغدو ديلي نيوز”، أن عناصر الميليشيات هددوا العمال بمواصلة العمل إلى حين الانتهاء الكامل من المهام، دون منحهم أي فترات راحة أو أجر، مؤكدين أن من يتوقف عن العمل يتعرض للعقاب، منها الوقوف تحت الشمس لساعات طويلة أو الحرمان من الطعام.

وأشار أحد العمال إلى أن السكان يُجبرون على العمل طوال اليوم في ظروف قاسية، دون أي مقابل مادي، ودون السماح لهم بالراحة، مضيفاً أن كثيرين يعانون من الإرهاق وسوء التغذية نتيجة هذه الممارسات.

وبحسب منظمات حقوقية، فإن أعمال السخرة التي تفرضها ميليشيات أراكان تمثل انتهاكاً جسيماً لاتفاقيات منظمة العمل الدولية (ILO)، وتشكل جريمة بموجب القانون الدولي الإنساني، نظراً لارتباطها بعمليات عسكرية وصراع مسلح.

وأكدت تقارير حقوقية أن ميليشيات أراكان يواصل ارتكاب انتهاكات ممنهجة ضد الروهينجا، تشمل العمل القسري، والابتزاز، والاتجار بالبشر، وتجنيد المدنيين قسراً، في الوقت الذي يعاني فيه السكان من عزلة تامة وصعوبات في التنقل بين القرى.

ودعا نشطاء حقوقيون، المجتمع الدولي إلى فتح تحقيق عاجل في الجرائم التي تُرتكب بحق الروهينجا والأقليات الأخرى في ولاية أراكان، مشيرين إلى أن الميليشيا تحولت من حركة مقاومة إلى جماعة مسلحة تمارس القمع والعنف ضد المدنيين.

وكانت منظمة “فورتيفاي رايتس” قد نشرت مؤخراً تقريراً مماثلاً، اتهمت فيه ميليشيات أراكان بإجبار الأقليات بما فيهم الروهينجا والهندوس، على القيام بأعمال بناء وتحصينات عسكرية تحت التهديد بالسلاح.

ويعاني الروهينجا تحت حكم ميليشيات أراكان من انتهاكات واسعة تشمل إغلاق منازلهم بعد شكاوى كيدية، والاستيلاء عليها، ومصادرة ممتلكاتهم الثمينة وتشريد الكثير من العائلات، وفرض قيوداً صارمة تمنع حركتهم بين القرى، بعد تقييدها عبر شبكة من نقاط التفتيش الأمنية عند مداخل ومخارج كل قرية روهنجية.

وأطلقت ميليشيات أراكان حملة عسكرية في نوفمبر 2023 ضد جيش ميانمار للسيطرة على الولاية، وتمكنت من السيطرة على 14 من أصل 17 مدينة، وهو الصراع الذي طالت نيرانه الروهينجا الذين تعرضوا للعنف والتهجير القسري والاضطهاد من كلا الجانبين، بعدما تعرضوا أيضاً لحملة “إبادة جماعية” من قبل جيش ميانمار عام 2017 دفعت قرابة مليون منهم للفرار نحو بنغلادش.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.