وكالة أنباء أراكان | خاص
أعادت قوات حرس الحدود البنغالية 50 شخصاً من الروهينجا الذين دخلوا البلاد في 15 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري عبر شبكة للاتجار بالبشر يديرها جيش أراكان، إلى مدينة مونغدو في ولاية أراكان غربي ميانمار، يوم السبت الماضي.
وبحسب مصادر محلية، فإن الروهينجا الذين يحاولون الفرار من العنف والاضطهاد في أراكان وقعوا ضحايا لشبكة الاتجار بالبشر التابعة لجيش أراكان، التي أجبرتهم على دفع مبالغ مالية كبيرة مقابل نقلهم إلى بنغلادش، وتصل قيمة هذه المبالغ إلى أكثر من “مليون كيات” ميانماري عن كل شخص (ما يعادل 477 دولاراً).
وأفادت المصادر أنه في 14 نوفمبر/تشرين الثاني، نقلت الشبكة حوالي 300 من الروهينجا، بينهم أطفال ونساء ورجال، من مدينة بوثيدونغ إلى مونغدو في ولاية أراكان، وتم احتجازهم في قريتي “كياو هلي خا” و”مينجلار جيي” في شمال مونغدو، وأُجبر كل شخص على دفع “مليون كيات” ميانماري، وبعدها، تم تهريب 50 شخصاً منهم إلى بنغلادش في 15 نوفمبر/تشرين الثاني.
وأضافت المصادر: “إلا أن قوات حرس الحدود البنغالية اعترضت مجموعة الروهينجا في اليوم التالي، وأعادتها إلى مونغدو القريبة من الحدود”.
احتجاز العائدين
ونقل الناشط الروهينجي ياسين عبدالمناب عن أحد الضحايا قوله: “تم نقلنا من بوثيدونغ إلى مونغدو في 14 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث أجبرتنا شبكة الاتجار بالبشر على دفع مليون كيات ميانماري عن كل شخص، وفي اليوم التالي، نقلونا إلى بنغلادش بعد دفع مبلغ إضافي قدره “600 ألف كيات ميانماري” عن كل شخص، وعند وصولنا، احتجزتنا قوات حرس الحدود البنغالية وأعادتنا إلى مونغدو”.
وأضاف: “بعد إعادتنا، تم احتجازنا في قوارب قرب قرية مينجلار جيي، حيث قضينا يوماً كاملاً طافين في البحر، ولم يُسمح لنا بالنزول بسبب دوريات جيش أراكان على الحدود، وسُمح لنا أخيراً بالنزول صباح أمس الأحد، ونحن الآن محتجزون في منازل شبكة الاتجار بالبشر في شمال مونغدو، ولا نتلقى أي طعام أو رعاية، ونُعامل كسجناء”.
وتواصل شبكات الاتجار بالبشر، التي يُعتقد أن أغلبها تابعة لجيش أراكان (الانفصالي)، تهريب الروهينجا إلى بنغلادش المجاورة، أو عبر القوارب إلى إندونيسيا أو ماليزيا، مقابل الحصول على الأموال. ويواجه الروهينجا خطر الموت خلال هذه الرحلات بسبب غرق القوارب التي تكون مهترئة أو غير صالحة للإبحار لمسافات بعيدة.
والأسبوع الماضي، أفادت مصادر بوفاة العشرات من الروهينجا جراء غرق قارب كان يقلهم قبالة جزيرة “هاي جي” غربي ميانمار، فيما نجا ستة فقط منهم. جميع الناجين كانوا من بوثيدونغ، وكانوا على متن قارب خشبي وجهتهم ماليزيا، وفقاً للمصادر.
والاثنين الماضي، احتجزت السلطات البنغالية 81 لاجئاً روهنجياً، بينهم 31 طفلاً، أثناء محاولتهم العبور من ميانمار نحو بنغلادش بشكل غير شرعي، في قرية “بندربان” البنغالية.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش” السلطات البنغالية إلى توفير الحماية والمساعدة الإنسانية للاجئين الروهينجا، مشيرة إلى أن قوات حرس الحدود البنغالية صدت آلاف الروهينغا منذ أغسطس 2024.
وأشارت المنظمة إلى أنه “في الثالث والعشرين من سبتمبر، اعتقلت قوات الأمن البنغالية نحو 100 لاجئ من الروهينجا في مداهمة على الملاجئ التي يقيم فيها الوافدون الجدد، فضلاً عن نحو ثلاثين شخصاً كانوا يعبرون الحدود عبر نهر ناف، وأعادت السلطات اللاجئين قسراً إلى ميانمار في اليوم التالي، قائلة إنهم كانوا يتصرفون بناءً على أوامر”.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 20 ألف من الروهينجا وصلوا إلى بنغلادش في الأشهر الأخيرة هرباً من الانتهاكات وسط القتال المتصاعد بين المجلس العسكري في ميانمار وجيش أراكان (الانفصالي)، بينما ورد أن 10 آلاف آخرين ينتظرون على الحدود، وقد صدت قوات حرس الحدود البنغالية آلاف الروهينجا منذ أوائل أغسطس 2024، بحسب “هيومن رايتس ووتش”.