وكالة أنباء أراكان
أفادت مصادر محلية بأن ميليشيات أراكان (البوذية الانفصالية) شرعت في إفراغ قرى الروهينجا في بلدة مونغدو شمالي ولاية أراكان، وبدأت بإقامة مستوطنات جديدة لإسكان عائلات بوذية من قومية أراكان في تلك المناطق.
وقال سكان البلدة، إن الميليشيات سيطرت على قرى للروهينجا كانت قد تعرضت للتدمير في وقت سابق، كما استولت على أراضٍ زراعية وقامت بتقسيمها وتوزيعها على عائلات بوذية، بحيث تحصل كل أسرة على فدان أو فدانين بحسب عدد أفرادها.
وذكرت صحيفة “مونغدو ديلي نيوز”، أن ميليشيات أراكان جمعت خلال الأسبوع الماضي قوائم أسماء لعائلات بوذية من مختلف مناطق الولاية، شملت عائلات مشرّدة أو تعاني من أوضاع معيشية صعبة أو لا تستطيع العودة إلى قراها الأصلية، إضافة إلى عائلات ترغب في الانتقال إلى مونغدو.
وأشارت الصحيفة أن الهدف المعلن من هذه الخطوة هو زيادة عدد السكان البوذيين من قومية أراكان في المنطقة.
وأكد سكان بعض المناطق الريفية في مونغدو أن عمليات توطين العائلات البوذية بدأت فعلياً داخل القرى التي كان يسكنها الروهينجا، حيث تم تسليم منازل وأراضٍ زراعية ضمن خطة إعادة التوطين.
وأشارت مصادر محلية إلى أن هذه العمليات لا تزال مستمرة مع توسع نفوذ ميليشيات أراكان في شمالي ولاية أراكان، وسط تصاعد مخاوف الروهينجا من ضياع أراضيهم وممتلكاتهم بشكل دائم.
وتعيش ولاية أراكان، ولا سيما بلدات الشمال مثل مونغدو وبوثيدونغ ورا سيدونغ، حالة من الاضطراب الأمني والإنساني منذ تجدد القتال بين جيش ميانمار (المجلس العسكري الحاكم في ميانمار ) وميليشيات أراكان منذ أواخر عام 2023.
وأدى هذا التصعيد إلى موجات نزوح واسعة بين الروهينجا، الذين اضطر آلاف منهم إلى الفرار من قراهم وترك منازلهم وأراضيهم بحثاً عن الأمان.
ويقدَّر عدد الروهينجا المتبقين داخل ولاية أراكان في ميانمار بنحو 500 ألف شخص، يعيشون في ظروف قاسية تشمل القيود على الحركة، وانعدام الأمن الغذائي، وقيود الوصول إلى المساعدات الإنسانية.
ويعاني الروهينجا تحت حكم ميليشيات أراكان من انتهاكات واسعة تشمل إغلاق منازلهم بعد شكاوى كيدية، والاستيلاء عليها، ومصادرة ممتلكاتهم الثمينة وتشريد الكثير من العائلات، وفرض قيوداً صارمة تمنع حركتهم بين القرى، بعد تقييدها عبر شبكة من نقاط التفتيش الأمنية عند مداخل ومخارج كل قرية روهنجية.
وأطلقت ميليشيات أراكان حملة عسكرية في نوفمبر 2023 ضد جيش ميانمار للسيطرة على الولاية، وتمكنت من السيطرة على 14 من أصل 17 مدينة، وهو الصراع الذي طالت نيرانه الروهينجا الذين تعرضوا للعنف والتهجير القسري والاضطهاد من كلا الجانبين، بعدما تعرضوا أيضاً لحملة “إبادة جماعية” من قبل جيش ميانمار عام 2017 دفعت قرابة مليون منهم للفرار نحو بنغلادش.

