وكالة أنباء أراكان
أظهر تحقيق، أن عشرات القرى التي يقطنها الروهينجا في مدينة بوثيدونغ بولاية أراكان ما تزال مغلقة أمام سكانها الأصليين، رغم عدم وجود معارك نشطة في تلك المناطق، حيث مُنع الأهالي من العودة إلى منازلهم بعد نزوحهم القسري.
ووفقاً للتحقيق الذي نشره “أراكان ناو”، فإن ما لا يقل عن 34 قرية روهنجية لا تزال غير متاحة لسكانها، على الرغم من توقف العمليات العسكرية فيها، بينما قوبلت طلبات العودة المتكررة بالرفض.
وهذه القرى هي “مياونغ نار العليا، وبا غو نار، ومياونغ نار كان، وتاونغ يوار، وهتين شار بين، وليت ويا ديت بين شي، وكا كيت بيت كان بين، وتات يار، ومون شي يوار، وأوي ثي، وكيار نيو بين، وهتان شاو كان، وآ توين نغيت ثاي، وبار ري زار، وبيار بين يين، ويويت ونيو تاونغ، وكون تاينغ، ودا بيو تشانغ، ونار يار كون، وكوتو سايك، ورازا برها، وذا يت كين ما نو، وكيت موك تاونغ شمالاً وجنوباً.
وأيضاً “سان هنيين واي بين (قرية الروهينجا)، ويوار ما، سين أوي بين (يوار غي)، وبو زون تشاونغ، وتات مين تشاونغ، وكياوك فيو تاونغ، ونغا كي تاوك، وآو لان بين، وماونغ غي تاونغ، وبالي تاونغ، ودار باينغ سا يار، وهباو تاي أهر لي، وبا دا نار، ومار زي، وخايك مو را، وكو مي خار لي، ودون باينغ، وثين غيت نت، وبو غي تشاونغ، وبان بي تشاونغ”.
وجاء هذا المنع في أعقاب القتال الذي اندلع منذ أكتوبر 2023 بين المجلس العسكري في ميانمار وميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان)، والذي خلّف دماراً واسعاً في مدينتي مونغدو وبوثيدونغ، وأدى إلى سقوط قتلى مدنيين ونزوح جماعي داخل ولاية أراكان وأيضاً إلى بنغلادش.
وذكرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن أكثر من 150 ألف لاجئ من الروهينجا عبروا إلى بنغلادش منذ تصاعد أعمال العنف، بعد إحراق أحياء كاملة في مدينة بوثيدونغ والقرى المحيطة بها.
وفي مايو 2024، أعلنت ميليشيات أراكان (البوذية الانفصالية) سيطرتها الكاملة على بوثيدونغ، وأنشأت لاحقاً مخيمات للنازحين من الروهينجا، إلا أن التحقيق أشار إلى أن الميليشيات بدأت في الوقت نفسه ببناء قرى جديدة لمستوطنين من عرقية الراخين على أراضٍ كانت مأهولة سابقاً بالروهينجا.
كما وثّق التحقيق حالات أُجبر فيها سكان على مغادرة قراهم دون وقوع قتال مباشر، مؤكدين أنهم مُنعوا لاحقاً من العودة رغم تحسن الأوضاع الأمنية، ما يثير مخاوف متزايدة من تغيير ديمغرافي دائم في المنطقة.
ويعاني الروهينجا تحت حكم ميليشيات أراكان من انتهاكات واسعة تشمل إغلاق منازلهم بعد شكاوى كيدية، والاستيلاء عليها، ومصادرة ممتلكاتهم الثمينة وتشريد الكثير من العائلات، وفرض قيوداً صارمة تمنع حركتهم بين القرى، بعد تقييدها عبر شبكة من نقاط التفتيش الأمنية عند مداخل ومخارج كل قرية روهنجية.
وأطلقت ميليشيات أراكان حملة عسكرية في نوفمبر 2023 ضد جيش ميانمار للسيطرة على الولاية، وتمكنت من السيطرة على 14 من أصل 17 مدينة، وهو الصراع الذي طالت نيرانه الروهينجا الذين تعرضوا للعنف والتهجير القسري والاضطهاد من كلا الجانبين، بعدما تعرضوا أيضاً لحملة “إبادة جماعية” من قبل جيش ميانمار عام 2017 دفعت قرابة مليون منهم للفرار نحو بنغلادش.




