وكالة أنباء أراكان
أكدت صحيفة “ذا واشنطن بوست” الأمريكية في افتتاحيتها الرسمية، الأحد، أنه لا ينبغي على حكومة الولايات المتحدة الأمريكية تجاهل أزمة الروهينجا والتدهور الكبير في الخدمات الذي باتوا يعانون منه جراء تخفيض التمويل الأمريكي المخصص لهم.
وقالت الصحيفة إن قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب خفض التمويل أدى إلى تفاقم الأزمات التي يعاني منها الروهينجا في مخيمات بنغلادش المكدسة، إذ اضطرت منظمات الإغاثة إلى تقليص خدمات الغذاء والعلاج بشكل حاد، إضافةً إلى تقليص برامج حماية الطفل والصحة النفسية والوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وأكدت الافتتاحية الرسمية أن الأوضاع بالمخيمات تدهورت كنتيجة مباشرة لنقص تمويل المساعدات دولياً، بما في ذلك من الولايات المتحدة، مشيرةً إلى أن هذا الإجراء دفع بالعديد من اللاجئين اليائسين إلى محاولة الهروب من الظروف المروعة في بنغلادش عبر المخاطرة بخوض رحلات بحرية خطرة في قوارب مكتظة متجهة إلى دول ذات أغلبية مسلمة منها ماليزيا وإندونيسيا ما يؤدي لغرق عدد منهم.
وشددت الصحيفة أنه يجب على إدارة ترامب أن تدرك مدى إلحاح الأزمة وإعادة تمويل العمليات الإنسانية في ميانمار وبنغلادش، كما يجب شن حملة ضغط موسعة من العقوبات ضد نظام ميانمار بما في ذلك عائدات المجلس العسكري من النفط والغاز، ومؤسساته المالية غير الخاضعة للعقوبات المتبقية، وموردي وقود الطائرات.
كما أكدت أنه ينبغي للولايات المتحدة أن تستغل مؤتمر الأمم المتحدة رفيع المستوى بشأن أزمة الروهينجا المقرر في سبتمبر المقبل للضغط من أجل التوصل إلى حل مستدام للروهينجا، بما في ذلك عودتهم الآمنة والطوعية إلى وطنهم مع كامل حقوق المواطنة، وتابعت أن “سياسة أمريكا أولاً لا تعني الإهمال الأمريكي، ولا ينبغي للولايات المتحدة أن تغض الطرف عن معاناة الروهينجا”.
انعكاس مأساة أراكان
ولفتت “ذا واشنطن بوست” إلى أن أوضاع الروهينجا في ولاية أراكان غربي ميانمار تعد شديدة السوء، مؤكدةً أنهم مع وقوعهم في مرمى نيران الحرب الأهلية الدائرة، يتعرضون حالياً لأهوال جديدة تشمل تجويعهم عمداً وأن علامات سوء التغذية تبدو بوضوح على من نجح منهم في الفرار إلى بنغلادش.
كما أشارت الصحيفة إلى تقارير من داخل أراكان تؤكد أن جيش ميانمار فرض حصاراً لقطع كافة الإمدادات عن 145 ألف شخص من الروهينجا محبوسين داخل المخيمات المكدسة في أراكان، فيما يموت الناس بسبب الجوع ونقص الرعاية الطبية ويعاني الأطفال من سوء التغذية.
وأضافت أن رجال الروهينجا يتم تجنيدهم قسراً للقتال في صفوف جيش ميانمار فيما يتطوع آخرون مقابل وعود بأنه سيتم إطعام أسرهم بدلاً عن الحصول على أجر، فيما تعاني النساء وكثير منهن أرامل ويتسولن بين المخيات للحصول على الطعام.
وقد تسبب قرار الإدارة الأمريكية في يناير الماضي في أزمة إغاثية متجددة للاجئي الروهينجا الذين يعتمدون كلياً على المساعدات بعدما قررت واشنطن تجميد جزء كبير من المساعدات الدولية ما أثر على خدمات الغذاء والصحة والتعليم، وتعد أمريكا من أكبر المساهمين في الاستجابة الدولية للاجئي الروهينجا.
