وكالة أنباء أراكان
قالت منظمة “فورتيفاي رايتس” الحقوقية، الخميس، إنها تحققت من مقطعين مصورين مسربين يظهران جنود جيش أراكان (الانفصالي) وهم “يجرحون ويذبحون” اثنين من المعتقلين في ولاية أراكان غربي ميانمار، مطالبة المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في جرائم جيش أراكان في الولاية.
وقالت المنظمة -التي تتخذ من تايلاند مقراً لها- إنها تأكدت من صحة مقطعين مصورين يظهر بهما جنود جيش أراكان ورجال بملابس مدنية وهم يعتدون على المعتقلين، اللذين يعتقد أنهما ينتميان لجيش ميانمار، مضيفةً أن نهاية المقطعين لم تظهر جثث الضحيتين لكنها لا ترجح نجاتهما بسبب طبيعة إصاباتهما وقسوة الهجوم.
وصرح مساعد حقوق الإنسان في المنظمة “إجار مين خنت” أن الجناة وقفوا بأوضاع تسمح بالتصوير بينما يرتكبون جرائم حرب بلا مبالاة أمام الكاميرات، مشيراً إلى أن ذلك يؤكد رسوخ ثقافة الإفلات من العقاب داخل صفوف جيش أراكان، كما أكد أن تعذيب وإعدام المدنيين أو جنود العدو الأسرى دون محاكمة هي جرائم حرب يجب محاسبة المسؤولين عنها.
ماذا تُظهر المقاطع؟
انتشر المقطع الأول على الإنترنت في 25 من ديسمبر الماضي، ومدته دقيقتان و52 ثانية، فيما أرسل مقطع آخر من كاميرا مختلفة للحادث نفسه إلى المنظمة في 19 من يناير الجاري، مدته ثلاث دقائق و20 ثانية.
ويظهر الفيديو الأطول ثمانية رجال يرتدي أحدهم زياً عسكرياً كاملاً تظهر عليه شارة جيش أراكان فيما يرتدي الآخرون زياً عسكرياً غير كامل، ويتسلح بعضهم بأسلحة عسكرية وسكاكين يقفون حول أسيرين راكعين على الأرض وهم يعتدون عليهما بالضرب قبل أن يذبحوهما، فيما يوجه أحد الأشخاص الذين يصورون الحادثة تعليمات إلى الرجال المسلحين بالذبح والقتل البطيء بحق الضحايا.
وتقول المنظمة إن جميع المتحدثين في مقطع الفيديو يبدو أنهم من المتحدثين الأصليين للغة عرق الراخين الذي ينتمي له جيش أراكان.
وخلال اللقطات، يمكن سماع الخاطفين وهم يسخرون من السجينين، ويسألونهما عن شعورهما أثناء قتل أفراد من عرق الراخين، وتقول المنظمة إن الحوار في مقطع الفيديو يشير إلى أن الضحيتين ربما كانا من جنود جيش ميانمار، إلا أنها لم تتمكن من التحقق من هوياتهم أو انتماءاتهم.
ووفق المنظمة، يمكن سماع أحد الجناة وهو يتساءل عن قائد الكتيبة ليرد عليه آخر قائلاً “لماذا نهتم إذا جاء؟، لا لن يحدث شيء إذا جاء، لقد أعطانا هؤلاء الأشخاص للقيام بذلك”، وهو الحوار الذي ترى المنظمة أنه يوحي بأن قائداً بجيش أراكان ربما أصدر أوامر بقتل الأسيرين، ما يثير تساؤلات حول مسؤولية القيادة.
وعود خاوية
ولفتت المنظمة في تقريرها إلى أن جيش أراكان التزم سابقاً بشكل علني بضمان العدالة فيما بتعلق بارتكاب جرائم الحرب والتحقيق بشكل منهجي وشامل في الجرائم المحتملة التي ارتكبها جنود جيش ميانمار المأسورين لديه وضمان تنفيذ الإجراءات القانونية والعقوبات المناسبة، وذلك على لسان المتحدث باسم جيش أراكان “خاينج ثو خا” في فبراير وديسمبر من العام الماضي.
وقالت “فورتيفاي رايتس” إن عمليات الإعدام الوحشية الموثقة في هذين المقطعين هي جزء من نمط جرائم الحرب التي ارتكبها جيش أراكان وجيش ميانمار، داعيةً جيش أراكان وجميع أطراف الصراع المسلح في ميانمار إلى التعاون مع آليات العدالة الدولية، بما في ذلك آلية التحقيق المستقلة التابعة للأمم المتحدة في ميانمار لجمع وحفظ أدلة الجرائم الوحشية لملاحقة مرتكبيها.
وأكدت المنظمة أنه على المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبها جيش أراكان باستخدام الصلاحيات الممنوحة لها بالفعل من قبل حكومة الوحدة الوطنية المعارضة في ميانمار، وأنه في حالة فشل ذلك، يتعين على الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية إحالة هذه الجرائم إلى المدعي العام مباشرةً بموجب المادة 14 من نظام روما الأساسي للمحكمة.