لاجئات الروهينجا يقدن جهود تحسين حياة النساء والأطفال في مخيم “كوكس بازار”

اللاجئة الروهينجية أنوارة (يسار) صحبة إحدى المتطوعات الأخريات بمخيم "كوكس بازار" (صورة: The Guardian)
اللاجئة الروهينجية أنوارة (يسار) صحبة إحدى المتطوعات الأخريات بمخيم "كوكس بازار" (صورة: The Guardian)
شارك

وكالة أنباء أراكان | ترجمات

لم تتخيل أنوارة أثناء فرارها من بيتها في ميانمار منذ ست سنوات رفقة مئات الآلاف من لاجئي الروهينجا، أنها ستصبح بين قائدات التغيير اللائي يعملن من أجل تحسين حياة نساء وفتيات الروهينجا في مخيمات اللاجئين في بنغلادش.

كانت أصغر بنات أنوارة الثلاث لا زالت رضيعة عندما عبرت أنوارة الحدود باتجاه بنغلادش بحثاً عن الأمان، وسارت أنوارة لأيام عدة على قدميها مع آلاف آخرين للوصول إلى “كوكس بازار” في جنوب شرق بنغلادش، وهو مخيم لاجئين تصفه الأمم المتحدة بأنه الأكبر في العالم ويضم أكثر من مليون لاجئ روهنجي.

قالت أنوارة لصحيفة “ذا جارديان” البريطانية إن الحياة داخل المخيم شديدة الصعوبة، إلا أنها توفر نوعا من الأمان لأسرتها، وتضيف قائلة: “عندما قدمنا من ميانمار عانينا كثيراً، لم يكن لدينا مأوى أو غذاء والآن نمتلك منزلا نعيش فيه ونتلقى حصص دعم غذائي شهريا”.

ونجحت أنوارة أن تكون بين مديري المواقع الذين يساعدون في إدارة مخيم “كوكس بازار”، وذلك بعد تدريبها في إطار أنشطة منظمة “أكشن ايد” في بنغلادش لتمكين اللاجئين وتحسين أوضاعهم، وتقول أنوارة “يحب الناس في المخيم عملنا الإنساني ويشيدون به…العديد من النساء في المخيم ليس لديهن زوج أو ابن أو أي ذكور في الأسرة، وعندما يتعلمن أي شيء مني فإنهن يسعدن للغاية بذلك”.

ويساعد الراتب الذي تحصل عليه أنوارة في دعم بناتها اللائي يبلغن 11 و9 و7 سنوات، وتطمح أنوارة في أن يتمتعن بحياة أفضل، وتقول “ما دمت على قيد الحياة أريد أن تتعلم بناتي.. هذا هو حلمي”.

وتؤكد صحيفة “ذا جارديان” أن الكثير من النساء اللائي فررن من منازلهن في ميانمار صحبة أطفالهن مثل أنوارة يواجهن مخاطر العنف بناء على النوع والزواج القسري، وتشكل النساء والفتيات 51% تقريبا من لاجئي “كوكس بازار” ويعدون من الفئات المستضعفة.

راما صوت اللاجئات في “كوكس بازار”

ونجحت المنظمة عبر مبادرة تنسيق المخيمات وإدارتها، والتي تنفذ بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إشراك النساء في إدارة المخيمات وتحسين أوضاعها والنهوض بأحوال النساء والفتيات، إذ أنشأت المنظمة فريقاً معنياً بتلقي ردود الفعل المجتمعية وهو بمثابة قناة تمكن الجميع من رفع المظالم والمشاركة في صنع القرار في المخيم.

وتعد اللاجئة الروهينجية راما بين النساء العاملات مع الفريق. وتقول راما لصحيفة “ذا جارديان”: “تعلمت أشياء كثيرة وتطورت كثيراً”، وتؤكد أنها تشعر بسعادة كبيرة عندما تفيد النساء الأخريات وتدافع عن حقوقهن وتعمل على إيصال أصواتهن.

لا تعرف راما وأنوارة ما يخبئه المستقبل، لكنهما تمكنتا بفضل التدريب الذي حصلن عليه من كسب المال لدعم أسرتيهما، فضلاً عن تمكين النساء والفتيات داخل المخيمات وتعزيز قدرة اللاجئين على مواجهة الكوارث الطبيعية.

ودربت منظمة “أكشن ايد” 400 متطوعة مجتمعية، مقابل أجر، على إجراءات السلامة في حالات الحرائق والإسعافات الأولية والاستعداد للأعاصير والفيضانات، فضلا عن نقل تلك المعرفة لنساء أخريات.

المخاطر تحيط بلاجئي الروهينجا

وتسلط صحيفة “ذا جارديان” الضوء على أوضاع لاجئي الروهينجا في بنغلادش، قائلة إنهم يعيشون في وضع محفوف بالمخاطر إذ لم يمنحوا وضع اللاجئ رسميا، وبالتالي فهم غير قادرين على العمل والاندماج مع المجتمع خارج المخيمات، وذلك فيما لا تزال احتمالات عودتهم إلى ميانمار في الانخفاض في زل ارتفاع مستويات العنف في جميع أنحائها.

كما يعد جنوب شرق بنغلادش، حيث يوجد مخيم “كوكس بازار”، عرضة للكوارث المناخية مثل الفيضانات والأعاصير والانهيارات الأرضية، كما أن نقص تمويل المساعدات يهدد بشكل مستمر بانعدام توفير مياه الشرب الآمنة أو الغذاء أو خدمات النظافة والصحة للاجئي الروهينجا، وذلك بالإضافة إلى سهولة انتشار الأمراض المعدية بين سكان المخيمات بسبب اكتظاظها الشديد.

ويضاف إلى ذلك حوادث العنف والحرق المتعمد داخل تلك المنطقة شديدة الازدحام بالسكان. ففي مارس 2023 اندلع حريق في المخيمات أدى إلى تشريد ما يقرب من 15 ألف لاجئ.

 

شارك

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.