“رويترز” تكشف تصاعد وتيرة تجنيد الروهينجا طوعاً وكرهاً بمخيمات بنغلادش

الروهنجي رفيق خلال لقائه مع "رويترز" داخل مخيم للاجئين في "كوكس بازار" في بنغلادش في 28-9-2024 (صورة: Reuters)
الروهنجي رفيق خلال لقائه مع "رويترز" داخل مخيم للاجئين في "كوكس بازار" في بنغلادش في 28-9-2024 (صورة: Reuters)
شارك

وكالة أنباء أراكان | ترجمات 

كشف تحقيق لوكالة أنباء “رويترز” عن تصاعد وتيرة تجنيد الروهينجا داخل مخيمات اللجوء في بنغلادش من أجل القتال في ميانمار من قبل جيش ميانمار وجماعات أخرى سواء بشكل قسري، أو تحت ستار الخداع بتقديم إغراءات مالية أو متعلقة بالحصول على الجنسية، أو حتى مشاركة الروهينجا بشكل طوعي في القتال ظناً أن ذلك سيسهم في عودتهم لوطنهم.

وقالت “رويترز” إن وسط أكثر من مليون نازح جراء الصراع ظهر آلاف المقاتلين من المتمردين داخل مخيمات “كوكس بازار” في بنغلادش، مضيفةً أن حجم التجنيد من قبل الجماعات الروهنجية المسلحة داخل المخيمات تراوح ما بين 3 آلاف إلى 5 آلاف مقاتل خلال شهرين فقط، وذلك وفق مصادر وتقارير غير معلنة اطلعت عليها.

وذكرت الوكالة في تحقيقها أن “الكثير من الروهينجا انضموا لجماعات لها تحالفات فضفاضة مع جيش ميانمار جلادهم السابق ليقاتلوا جيش أراكان (الانفصالي) الذي سيطر على معظم أنحاء ولاية أراكان غربي ميانمار والتي فر منها الروهينجا بأعداد ضخمة”.

وأوضحت أنها التقت بثمانية عشر شخصاً أكدوا صعود الجماعات المتمردة داخل مخيمات اللاجئين في بنغلادش بشكل كبير، كما اطلعت على تقريرين داخليين بشأن الوضع الأمني كتبهما وكالات إغاثية خلال الشهور الأخيرة أكدوا جميعاً معلوماتها.

قصة من عشرات

أفاد عدد من الروهينجا الذين جندوا للقتال في صفوف جيش ميانمار برغبتهم أو بشكل قسري بأن جيش ميانمار عرض عليهم تقديم بطاقات تثبت جنسيتهم في ميانمار، وهو ما كان إغراءاً قوياً للبعض إذ حرم الروهينجا من الجنسية ويعيشون في مخيمات اللاجئين في بنغلادش حيث يمنعون من الحصول على عمل بشكل رسمي.

الروهنجي "أبو أفنة" يظهر خريطة ميانمار على هاتفه خلال لقائه مع "رويترز" في 27-9-2024 (صورة: Reuters)
الروهنجي “أبو أفنة” يظهر خريطة ميانمار على هاتفه خلال لقائه مع “رويترز” في 27-9-2024 (صورة: Reuters)

وأوضح تقرير غير معلن لوكالة إغاثية في يونيو اطلعت عليه “رويترز” أنه تم تجنيد قرابة ألفي شخص من مخيمات اللاجئين بين شهري مارس ومايو الماضيين بدوافع أيدولوجية وقومية ومالية مصحوبة بوعود زائفة أو بالإكراه وتحت التهديد.

وقال اللاجئي الروهنجي رفيق الذي قضى أسابيع في القتال في ميانمار قبل أن يعود إلى بنغلادش جراء تعرضه لطلق ناري في الساق: “علينا القتال لاستعادة أرضنا، لا يوجد طريق آخر”.

كما أوضح مقاتل روهنجي يدعى “أبو أفنة” لرويترز أنه حصل على منزل وسلاح من جيش ميانمار بعدما انتقل بالقارب من المخيم في بنغلادش إلى مدينة “مونغدو” في ولاية أراكان لقتال جيش أراكان (الانفصالي).

ووفق “أبو أفنة”، فقد وفر جيش ميانمار الأسلحة والتدريب والمال للروهينجا، وهو ما أكده مسؤول بنغلادشي ورجل روهنجي آخر قال إنه جند قسراً من قبل جيش ميانمار، وأكد “أبو أفنة” قائلاً “لم نذهب من أجل الأموال لقد أردنا وثائق الجنسية”.

هل تشجع بنغلادش التجنيد؟

ونقلت “ررويترز” عن مصدر أمني قوله إن بنغلادش تعد ظهور مقاتلي الروهينجا المسلحين وانتشار الأسلحة داخل وحول المخيمات بمثابة قنبلة موقوتة في ظل ولادة قرابة 3 آلاف طفل سنوياً داخل المخيمات في الفقر المدقع حيث يزدهر العنف.

كما نقل التحقيق عن شخص مقرب لمسؤولين في بنغلادش أن بعض المسؤولين يرون أن القتال هو الطريق الوحيد لعودة الروهينجا إلى ميانمار، وأن دعم الجماعات المتمردة سيمنح دكا المزيد من النفوذ في هذه القضية.

وقال العميد المتقاعد بجيش بنغلادش محمد منزور قادر، الذي له معرفة بالمخيمات، لرويترز إنه على بنغلادش دعم الروهينجا في صراعهم المسلح للضغط على كلٍ من جيش ميانمار وجيش أراكان للدخول في مفاوضات وتسهيل عودة الروهينجا لوطنهم.

وتابع أنه تحت قيادة الحكومة السابقة في بنغلادش دعم بعض مسؤولي الاستخبارات الجماعات المسلحة ولكن بقليل من التنسيق معها لأنه لم يكن هناك توجيه عام بذلك.

وأكد المقاتل الروهنجي “أبو أفنة” أن مسؤولين في بنغلادش نقلوه مع عشرات الروهينجا خلال العام الجاري إلى رصيف بحري يطل على مدينة “مونغدو” وأرسلوهم عبر الحدود بالقوارب، مضيفاً أن أحد المسؤولين قال لهم: “إنها بلادكم اذهبوا واستردوها”، وهي الرواية التي قالت “رويترز” إنها لم تتمكن من التحقق منها بشكل مستقل.

وأوضح أستاذ العلاقات الدولية في جامعة “جهانجيرناجار” البنغلادشية “شهاب إنام خان” أن أكبر جماعتين روهنجيتين مسلحتين وهما جيش إنقاذ روهينجا أراكان (ARSA) ومنظمة تضامن الروهينجا (RSO) لا تحظيان بدعم كبير داخل المخيمات في “كوكس بازار”، لكن اللاجئين المخدوعين قد يتم استقطابهم أو خداعهم للمشاركة في الأنشطة المسلحة لهذه الجماعات والانخراط في صفوف المنظمات الإجرامية.

العنف داخل المخيمات

ولفتت “رويترز” إلى وجود اضطرابات بشكل واسع في مخيمات اللاجئين الروهينجا في بنغلادش بسبب تنافس جيش إنقاذ روهينجا أراكان (ARSA) ومنظمة تضامن الروهينجا (RSO) على النفوذ، بالإضافة إلى انتشار القتال وحوادث إطلاق النار وهو ما يرعب السكان ويعطل الجهود الإنسانية.

طفل يسير داخل مخيم للاجئي الروهينجا في "كوكس بازار" في بنغلادش في 30-9-2024 (صورة: Reuters)
طفل يسير داخل مخيم للاجئي الروهينجا في “كوكس بازار” في بنغلادش في 30-9-2024 (صورة: Reuters)

وقال مدير منظمة “فورتيفاي رايتس” الحقوقية “جون كوينلي” إن العنف داخل المخيمات في بنغلادش بلغ أعلى مستوياته منذ إنشاء المخيمات في عام 2017.

وأفاد تقرير صادر عن المنظمة بأن الجماعات المسلحة قتلت ما لا يقل عن 60 شخصاً خلال العام الجاري أثناء تنفيذ عمليات اختطاف وتعذيب المعارضين، كما استخدمت التهديدات والمضايقات لمحاولة إسكات منتقديها.

وحذرت مديرة المجلس النرويجي للاجئين في بنغلادش “ويندي ماكانس” من أن التمويل الدولي للمخيمات سينفد في غضون 10 سنوات، ودعت إلى منح اللاجئين فرص لكسب الرزق لتجنب استقطاب الشباب إلى الجماعات من أجل الحصول على دخل.

وقال الروهنجي “شاريت أولاه” الذي هرب من “مونغدو” في مايو الماضي إنه يكافح من أجل تأمين حصص غذائية منتظمة لزوجته وأطفاله الأربعة، مضيفاً أن أكبر مخاوفه هي سلامة أسرته وسط العنف المتصاعد داخل المخيم.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.