وكالة أنباء أراكان
في قلب المعاناة يصبح الحلم الأكبر هو الفرار منها والنجاة بالنفس، لكن تلك لم تكن القضية الوحيدة التي شغلت بال إحدى اللاجئات الروهنجيات ممن استطعن الحصول على اللجوء والتعليم والعمل في اليابان بعد الفرار من جحيم مخيمات لاجئي الروهينجا في بنغلادش.
فبعدما تمكنت اللاجئة الروهنجية خديجة من الاستقرار في “طوكيو”، لم تدخر جهداً لمساعدة اللاجئات الروهنجيات الأخريات ممن فررن من الاضطهاد في ميانمار إلى اليابان عبر مساعدتهن على تعلم اللغة اليابانية والحصول على العمل لتحسين حيواتهن.
ورغم تمكن خديجة من تحقيق حلمها بالحصول على الدراسة الجامعية في اليابان والعمل هناك إلا أن ذلك لم يكن سهلاً، فقد قضت سنوات طفولتها تحاول إخفاء هويتها الروهنجية خوفاً من التمييز ضدها، واضطرت لتغيير المدارس مراراً بعد انكشاف هويتها.
وقالت لوكالة أنباء “كيودو” اليابانية “أردت الدراسة في الجامعة والقيام بشيء من أجل الآخرين، لكن كان ذلك مستحيلاً بصفتي من الروهينجا”.
حياة جديدة
ولدت خديجة (39 عاماُ) ونشأت في بنغلادش التي فر إليها والدها بعدما تم اتهامه في ميانمار بالانضمام إلى حركة مناهضة للحكومة، وجاءت نقطة التحول في حياتها في عام 2006 عندما تزوجت من رجل تم الاعتراف به كلاجئ في اليابان حيث انتقلت إلى طوكيو ودرست اللغة اليابانية بينما تعمل في وظيفة بدوام جزئي قبل أن تلتحق أيضاً بجامعة “أوياما جاكوين”.
وبعد التخرج من الجامعة، انتقلت خديجة للعيش في مدينة ” تاتيباياشي ” في العاصمة طوكيو وهي أكبر تجمع للروهينجا في اليابان، لتكتشف هناك أن العديد من نساء الروهينجا يواجهن عقبات في الحياة اليومية مثل صعوبة الحصول على الرعاية في المستشفيات والتواصل مع مدارس أطفالهن بسبب حاجز اللغة.
من هنا حددت خديجة مبادرتها الأولى وهي مرافقة نساء الروهينجا إلى المستشفيات والمدارس وتقديم الاستشارات لمساعدتهن على حل مشاكلهن، ثم فتح مدرسة للغة اليابانية وفصول لتعليم اللغة الإنجليزية ولغة الروهينجا لأطفال المهاجرين.
وفي عام 2019، أجرت خديجة دراسات عليا في حقوق الإنسان والتنمية في جامعة “واسيدا” وانضمت إلى شركة تعمل في المحاسبة والأعمال الكتابية، ما ساعدها في دعم نساء الروهينجا الأخريات في محاولتهن العثور على العمل.
وتقول خديجة التي تعمل حالياً في محل لملابس الأطفال بينما تستمر في أنشطتها التطوعية والخدمية لدعم الروهينجا في اليابان “أريد التركيز على صحة المرأة وتعليم الأطفال لخلق بيئة حيث يمكن للروهينجا أن يحلموا”.