التدريب المهني بوابة نساء الروهينجا للاعتماد على الذات في مخيمات بنغلادش

نساء روهينجا أثناء جلسة تدريبية حول تركيب وصيانة أنظمة الطاقة الشمسية بمخيمات كوكس بازار (صورة: UNHCR)
شارك

وكالة أنباء أراكان

تمكن عدد كبير من نساء الروهينجا من اجتياز الدورات المهنية التي تقدمها الأمم المتحدة داخل مخيمات “كوكس بازار” في بنغلادش، حتى نجحن في الاعتماد على الذات بتعلم المهارات اللازمة لإدارة الأعمال وكسب المال، تزامناً مع الأوضاع الإنسانية المتفاقمة داخل المخيمات.

تجارب واقعية

ومن بين النساء اللائي استفدن من هذه الدورات، السيدة “أمار”، التي كانت تلبية احتياجات أسرتها تعد أمراً شبه مستحيل، لكن بعد اجتياز مهارات “الخياطة”، تمكنت من فتح متجر للملابس.

التدريب المهني بوابة نساء الروهينجا للاعتماد على الذات في مخيمات بنغلادش
سيدة روهنجية اجتازت الدورات المهنية وافتتحت متجراً لبيع الملابس في مخيمات كوكس بازار ببنغلادش (صورة: لقطة من تقرير مصور لقناة الجزيرة الإنجليزية)

وقالت “أمار”، لقناة “الجزيرة الإنجليزية”: “حصلت على تدريب هنا، وقبل ذلك لم أكن أعرف كيفية حساب الأرقام، وحالياً أستطيع القراءة والكتابة وإدارة حساباتي بشكل كامل”، مضيفة: “بعد إصابة زوجي بالشلل، كنا نعتمد على الحصص الغذائية، لكن حالياً أصبحت قادرة على الحصول على دخل خاص بي وإعالة أسرتي”.

نفس الأمر ينطبق على السيدة “نور باهار”، التي تعلمت أيضاً “الخياطة” وتبيع أيضا في السوق، وتقول: “لا يأتي لهذا السوق إلا النساء ولا يسمح للرجال بالدخول، ولهذا السبب نشعر بالأمان”.

تحديات تواجهها النساء

من جانبها، قالت المتحدثة باسم المفوضة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين “شاري نيجمان”، لقناة “الجزيرة”، إن تقديم برامج التدريب المهني للإناث يرجع إلى أنهن يواجهن مخاطر متزايدة منها العنف القائم على النوع الاجتماعي، والتهميش، والزواج المبكر، وعدم المشاركة في اتخاذ القرار.

وأوضحت الناشطة الروهنجية، ومديرة منظمة “MAIYAFUINOR” التعاونية “نور عزيزة”، أن برامج التدريب المهني للنساء الروهينجا تعد ضرورية لهن خاصة وأن 75% من اللاجئين في المخيمات هم من النساء والأطفال.

وأضافت أن التحديات الإنسانية أصبحت متفاقمة بسبب خفض التمويل، لذلك تسعى نساء الروهينجا في البحث عن طرق أخرى لجلب الطعام إلى المائدة، خاصة وأنه يتم حرمانهن من فرص العمل القانونية.

التدريب المهني بوابة نساء الروهينجا للاعتماد على الذات في مخيمات بنغلادش
سيدة روهنجية أثناء العمل على ماكينة “خياطة” بعد اجتياز الدورات المهنية في مخيمات كوكس بازار (صورة: لقطة من تقرير مصور لقناة الجزيرة الإنجليزية)

البحث عن الأمان

وأشارت الناشطة الروهنجية إلى أن هناك زيادة في نزوح النساء والأطفال الروهينجا إلى ماليزيا وإندونيسيا، وذكرت مفوضية شؤون اللاجئين أن عدد الوافدين زاد بنسبة 80% في العام الماضي نظراً لحالتهم الغذائية في بنغلادش.

وقالت إن الأمهات يبحثن عن فرص أفضل ليس لأنفسهن ولكن لأطفالهن، خاصة وأن 75% من الوافدين الجدد إلى ماليزيا وإندونيسيا هم من النساء والأطفال، مشيرة إلى أن منظمتها كثفت جهودها هناك لتوفير البرامج المنقذة للحياة عبر استخدام ماكينات “الخياطة” لرفع مهاراتهن.

تدريبات معتمدة

وسبق أن قدمت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين دورات تدريبية مهنية معتمدة من الحكومة البنغلادشية شملت مجالات متنوعة منها “تركيب وصيانة أنظمة الطاقة الشمسية، والسباكة، وتشغيل آلات الخياطة، والعمل الصحي المجتمعي، والزراعة”، وتتيح تلك الدورات الحصول على مؤهلات تدريبية معتمدة بعد إكمال 360 ساعة تدريبية.

وتُعد هذه التدريبات أحد الحلول لمواجهة نقص الفرص في المخيمات، حيث يُعاني الشباب من البطالة وغياب الأنشطة المنتجة، مما أدى إلى ارتفاع مستوى العنف والجريمة في السنوات الأخيرة.

وتستضيف بنغلادش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في منطقة “كوكس بازار” منذ فرارهم من حملة “الإبادة الجماعية” التي شنها ضدهم جيش ميانمار عام 2017، ويعيش اللاجئون في أكبر مخيم للاجئين في العالم وأكثره كثافة سكانية، معتمدين بشكل كبير على المساعدات الإنسانية الدولية، في ظل منعهم من الحصول على وظائف رسمية خارج المخيمات.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.