وكالة أنباء أراكان | ترجمات
أعلنت منظمة “أنقذوا الأطفال” الإغاثية الدولية، الاثنين، تسجيل ارتفاع قدره 700 بالمئة في عدد لاجئي الروهينجا الواصلين إلى إندونيسيا على متن قوارب في شهر أكتوبر/ تشرين الأول مقارنة بالعام الماضي، متوقعةً زيادة رحلات القوارب بمعدلات قياسية في الأشهر المقبلة جراء تحسن الطقس.
وأوضحت المنظمة، على موقعها الإلكتروني، أن 395 لاجئاً روهينجياً على الأقل بينهم 173 طفلاً وصلوا إندونيسيا بالقوارب في أكتوبر، وذلك مقارنةً بوصول 49 لاجئاً في الشهر نفسه من العام الماضي، وفق أرقام مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وشهد أكتوبر الماضي وصول ثلاثة قوارب إلى إندونيسيا، رسا آخرها في مقاطعة “آتشيه” في 31 من أكتوبر وعلى متنه 90 لاجئاً من الروهينجا بينهم سبعة أطفال، وأفادت التقارير بوفاة ستة أشخاص خلال الرحلة عثر على جثامينهم على الشاطئ أو طافية فوق سطح البحر.
الفرار نحو البحر
ولفتت “أنقذوا الأطفال” إلى أن أبرز العوامل التي تدفع الروهينجا إلى الفرار من بنغلادش على متن القوارب هو تدهور الأمن في مخيمات اللاجئين في منطقة “كوكس بازار”، فقد أفادت الأسر خلال سلسلة من المقابلات مع المنظمة خلال العام الجاري بتزايد العنف في المخيمات ومخاوفهم من التعرض للخطف وتجنيد الأطفال.
وحرم أطفال اللاجئين الروهينجا بالمخيمات على مدار سبع سنوات من التعليم الرسمي، كما حرم آباؤهم من الوظائف وزادت احتمالات الوفيات والإصابات بسبب الحرائق والفيضانات والانهيارات الأرضية.
وأكدت المنظمة أن المهاجرين الذين يحاولون خوض رحلات بحرية خطرة يقعون تحت رحمة مهربي البشر وخطر التعرض للانتهاكات، كما أن المهربين غالباً ما يستخدمون قوارب غير مجهزة بشكل جيد وتفتقر لإمدادات الطعام والماء الكافية.
ماذا بعد الوصول؟
وأشارت المنظمة إلى إن ما يقرب من ألف لاجئ من الروهينجا من الذين وصلوا إلى إندونيسيا لا زالوا يعيشون في ملاجئ ومخيمات مؤقتة.
وقالت السيدة سلطانة، رئيسة السياسة الإنسانية بالمنظمة لمنطقة آسيا: إن الارتفاع المذهل في أعداد اللاجئين الروهينجا الذين وصلوا إندونيسيا في أكتوبر يجب أن يمثل جرس إنذار للمنطقة، وأنه لا يتعين على أي طفل أن يخاطر بحياته ويعيش لأسابيع في قارب هش.
كما أكدت على ضرورة أن تتحرك الحكومات الإقليمية بشكل عاجل في ظل توقعات بارتفاع عدد القوارب إلى أعلى مستوى له هذا العام، وأن تسمح الحكومات في المنطقة لقوارب لاجئي الروهينجا بالرسو بأمان واحترام.
وصرحت قائلة إن “احتياجات لاجئي الروهينجا باتت أكبر من أي وقت مضى، ويتعين على المجتمع الدولي أن يزيد من مساعداته الإنسانية ومساعداته طويلة المدى”.
وشددت على أن الوقت قد حان لبذل جهد إقليمي سريع وموحد لتعزيز التعاون وإنقاذ الأرواح في البحر وتحسين الوصول إلى المساعدات الإنسانية وإجراءات تحديد وضع الروهينجا كلاجئين.
يذكر أن العام الجاري شهد مصرع وفقدان ما لا يقل عن 221 من لاجئي الروهينجا في البحر، ومنذ فبراير من عام 2022 توفي 985 شخصاً أو فقدوا جراء رحلات القوارب من بنغلادش أو ميانمار باتجاه الشواطئ الإندونيسية والماليزية.