أمل وترقب بأوساط لاجئي ونشطاء الروهينجا لنتائج المؤتمر الأممي الرفيع بشأن قضيتهم

إحدى السيدات الروهنجيات داخل مخيم "كوتوبالونغ" للاجئين في "كوكس بازار" (صورة: أرشيفية من الإنترنت)
إحدى السيدات الروهنجيات داخل مخيم "كوتوبالونغ" للاجئين في "كوكس بازار" (صورة: أرشيفية من الإنترنت)
شارك

وكالة أنباء أراكان | خاص 

بحلول نهاية سبتمبر الجاري، تعقد الأمم المتحدة لأول مرة مؤتمراً خاصاً بشأن قضايا الروهينجا والأقليات الأخرى في ميانمار، في مسعى لحشد الجهود الدولية من أجل التوصل لحلول لأزمة لاجئي الروهينجا وإيجاد سبل لتحقيق عودتهم لوطنهم في ميانمار.

تأتي الخطوة محفوفة بتفائل وترقب في آن واحد، إذ يأمل كثيرون أن تكون الخطوة إعادة شحذ للجهود الدولية للدفع من أجل إنهاء أزمة الروهينجا، فيما يسود القلق من أن تكون الكلمات لا الأفعال هي سيدة الموقف، وأن تقتصر النتائج على بيانات رنانة تؤكد مظلومية الروهينجا وتدعو لتحقيق العدالة من أجلهم دون خطوات ملموسة.

وقد أكد عدد من لاجئي الروهينجا في مختلف البلدان منها بنغلادش وإندونيسيا وتركيا في حديثهم لوكالة أنباء أراكان سعادتهم بإقامة المؤتمر الأممي الرفيع وأجمعوا على رغبتهم في أن يمثل خطوة نحو تحقيق العودة الآمنة والطوعية والكريمة للاجئي الروهينجا إلى وطنهم في ولاية أراكان غربي ميانمار.

وقال أحد اللاجئين في بنغلادش إن مطلب اللاجئين الأساسي هو العودة إلى وطنهم مع تمتعهم بكامل الحقوق، وقد أكد آخر أن الروهينجا غير راغبين في البقاء في مخيمات اللجوء في بنغلادش والعيش فيها بعد الآن.

وطالب لاجئ روهنجي بإيجاد تحرك سياسي قوي يضمن حقوق الروهينجا في المواطنة والعودة الآمنة بكرامة وأمن وعدالة، فيما نادى آخر بالاعتراف بالروهينجا كجماعة عرقية على قدم المساواة مع 135 جماعة عرقية أخرى في ميانمار.

وقد أعرب لاجئ آخر عن أمله في أن يجلب المؤتمر فرصاً جديدة للروهينجا في كل مكان حول العالم وخصوصاً فرص التعليم للشباب في مخيمات بنغلادش، كما أكد عدد من اللاجئين في إندونيسيا أنهم يعيشون وسط ظروف صعبة حيث لا يتوفر السكن أو التعليم المناسب أو الخدمات، مطالبين الجميع بطرح قضاياهم الملحة في المؤتمر.

آراء الخبراء

وفي تصريح خاص لوكالة أنباء أراكان، قال الدكتور طاهر الأراكاني رئيس منتدى بورما للسلام والتنمية إن أبرز المطالب المتوقعة من المؤتمر الأممي في نيويورك هي الاعتراف الدولي بالإبادة الجماعية للروهينجا ومحاسبة الجناة أمام العدالة الدولية وضمان حق العودة الآمنة والكريمة إلى أراكان تحت حماية دولية.

كما شدد الأراكاني على ضرورة استعادة المواطنة الكاملة والحقوق السياسية والقانونية لشعب الروهينجا، وتحسين أوضاع اللاجئين في المخيمات بمجالات التعليم والصحة والتمكين الاقتصادي، إضافةً إلى إشراك ممثلين عن الروهينجا في أي حوار أو مفاوضات تخص مستقبل ميانمار.

ومن جانبه، صرح الناشط الروهنجي “ناي سان لوين” المؤسس المشارك في التحالف الوطني لروهينجا أراكان ARNC أن المؤتمر سيرفع درجة الوعي بشأن أزمة الروهينجا ويسعى للوصول إلى حل مستدام من أجل تنفيذ خطط العودة إلى الوطن، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن تنفيذ أي قرارات تنتج عن المؤتمر سيتطلب جهوداً كبرى وقدراً من الوقت لا يمكن التنبؤ به.

وتابع أن أهم مطالب الروهينجا من المؤتمر الأممي هي توفير الحماية للروهينجا ووقف الإبادة المستمرة بحقهم وأن ذلك يجب أنيكون المطلب الرئيسي للقادة العالميين، مدللاً على ذلك بفرار 150 ألف روهنجي على الأقل من ميانمار إلى بنغلادش منذ العام الماضي بسبب استمرار أعمال العنف ضدهم.

كما أعرب الناشط عن أمله في وجود حل شامل ينتج عن المؤتمر، إلا أنه أكد أن تنفيذ الحلول لن يكون سهلاً وأنه لن يكون هناك تغيرات فورية، وأنه بعد انتهاء المؤتمر يجب أن يكون هناك العديد من الآليات لتنفيذ القرارات الصادرة عنه.

وأمس السبت، تجمع المئات من لاجئي الروهينجا في أحد مخيمات بنغلادش لتوجيه نداء عاجل إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتحقيق العدالة والاعتراف بحقوقهم، ورفعوا لافتات ورددوا هتافات تطالب بالعدالة والكرامة والسلام الدائم، مؤكدين أن معاناتهم الممتدة لعقود من التهجير وانعدام الجنسية والاضطهاد لا ينبغي أن تُنسى.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة تبنت قراراً في نوفمبر الماضي بعقد مؤتمر دولي بهدف التوصل لحلول مستدامة لأزمة الروهينجا وفق اقتراح من رئيس حكومة بنغلادش في سبتمبر الماضي.

وتستضيف بنغلادش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في مخيمات “كوكس بازار”، التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم، ويعيش اللاجئون هناك في ظروف إنسانية صعبة منذ فرارهم من ميانمار عام 2017، بسبب حملة “الإبادة الجماعية” التي شنها جيش ميانمار ضدهم، كما تجددت موجات نزوحهم إلى بنغلادش منذ نشوب القتال في ولاية أراكان بين جيش ميانمار وميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان) في نوفمبر 2023.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.