دعت منظمة “العدالة للجميع”، الخميس، إلى اتخاذ إجراءات فورية ومنسقة لمعالجة الأزمة الإنسانية المتصاعدة في مخيمات لاجئي الروهينجا في منطقة كوكس بازار ببنغلادش، لاسيما بعد الفيضانات والانهيارت الأرضية التي حدثت مؤخراً في المخيمات.
وتسببت الأمطار الموسمية، التي تفاقمت بسبب آثار تغير المناخ، في حدوث انهيارات أرضية وفيضانات مدمرة في مخيمات لاجئي الروهينجا بمنطقة كوكس بازار، ما أدى إلى وقوع وفيات وة وإصابات بين اللاجئين الروهينجا، إضافة إلى ترك العديد منهم بدون مأوى أو موارد أساسية،.
وتأوي مخيمات اللاجئين في كوكس بازار أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا، وأجبر الاكتظاظ الشديد في المخيمات العديد منهم على بناء ملاجئ على سفوح التلال الهشة.
وقال سيف أركاني، أحد أعضاء فريق العدالة للجميع: إنه “في 13 سبتمبر/ أيلول 2024، غمرت الأمطار مخيمات اللاجئين ودمرت الملاجئ، ما أدى إلى وفاة 6 أشخاص، بينهم ثلاثة أفراد من أسرة واحدة، وإصابة 15 آخرين. ونزوح أكثر من 500 لاجئ من الروهينجا من منازلهم في كوكس بازار. كما غمرت المياه أكثر من 100 مأوى في مخيمات أوخيا.
وناشد أركاني الأمم المتحدة لنقل هذه الأسر الضعيفة إلى مناطق أكثر أماناً ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.
كما أدى وصول اللاجئين الجدد الفارين من العنف والإبادة الجماعية والتطهير العرقي في ميانمار إلى تفاقم الوضع، حيث يقوم العديد منهم برحلات محفوفة بالمخاطر فقط للوصول إلى مخيمات مكتظة وتفتقر إلى الموارد.
وقال الإمام عبد الملك مجاهد، رئيس منظمة العدالة للجميع : “لقد نجا لاجئو الروهينجا بالفعل من فظائع لا يمكن تصورها، ويواجهون الآن تحديات جديدة في شكل كوارث مرتبطة بالمناخ والاكتظاظ”.
وأضاف مجاهد: “يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك الآن لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح وضمان حماية هذه الفئات السكانية الضعيفة”.
ويفر اللاجئون الروهينجا من ولاية أراكان من العنف المتصاعد والمعارك بين جيش أراكان وجيش ميانمار، وكلاهما استهدف قرى الروهينجا، وأحرق المنازل وشرّد السكان بالقوة، كما عملا على تجنيد الشبان الروهينجا في صفوفهما لزجهم في المعارك.
وبحسب تقرير منظمة “العدالة للجميع” فإن أولئك الذين يتمكنون من عبور الحدود إلى بنغلادش هم في الغالب من النساء والأطفال الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية والموارد المحدودة للحكومة البنغلادشية.
وأشارت المنظمة إلى أن اللاجئين، وخاصة الأمهات العازبات اللاتي لديهن أطفال، يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والملابس والمأوى المناسب، وأن بنغلادش، التي تعاني بالفعل من تدفق اللاجئين، تكافح لتوفير الدعم الأساسي، مما يؤدي إلى المزيد من المعاناة.
وأكدت المنظمة أن هناك حاجة إلى اتخاذ تدابير عاجلة وموسعة لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح وتحسين نوعية حياة هؤلاء اللاجئين الروهينجا، واحترام حقوقهم الإنسانية الأساسية.
وأوصت المنظمة في تقريرها بتحسين البنية التحتية لمخيمات اللاجئين الروهينجا لتقليل مخاطر الانهيارات الأرضية، وزيادة المساعدات الغذائية، والتسجيل السريع للاجئين الجديد من قبل مفوضية الأمم المتحدة للاجئين وتأمين المأوى المناسب لهم.
كما أوصت منظمة “العدالة للجيمع” بتخصيص أموال لإعادة توطين لاجئي الروهينجا وجهود التخفيف من آثار تغير المناخ في بنغلادش من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، وممارسة الضغوط الدبلوماسية على الحكومة البنغلادشية لضمان حلول طويلة الأجل للاجئين الجدد والحاليين على حد سواء.
ومنذ 25 أغسطس/آب 2017، تستضيف بنغلادش أكثر من مليون من الروهينجا النازحين قسراً، ويعيشون في مخيمات مكتظة وسط ظروف معيشية صعبة في منطقة كوكس بازار، وقد وصل معظمهم إلى هناك بعد حملة عسكرية شنها جيش ميانمار، والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنها “مثال واضح للتطهير العرقي”، فيما وصفتها منظمات حقوقية أخرى بأنها “إبادة جماعية”.