وكالة أنباء أراكان
حذر مسؤول بارز في منظمة “لجنة الإنقاذ الدولية” الإغاثية من مخاطر نسيان قضية الروهينجا في ظل تحول الاهتمام الدولي نحو قضايا أخرى، ما ينذر بحرمان الروهينجا من الدعم الدولي الذي يحتاجونه بشدة.
وأكد عدنان بن جنيد، نائب الرئيس الإقليمي للجنة بمنطقة آسيا ومسؤول ملف الروهينجا، ضرورة إبقاء التركيز حياً على أزمة الروهينجا في المناقشات العالمية، وتوفير التمويل ووجود الالتزام السياسي من أجل ضمان استمرار وتعزيز الدعم المقدم لهم وللمجتمعات المضيفة.
وقال بن جنيد، في تصريحات خاصة لصحيفة “داكا تريبيون” البنغالية: إن “المنظمة تدعم بشكلٍ كبير تطبيق حلول مستدامة لأزمة الروهينجا وعلى رأسها توفير الأمن والعودة الطوعية الكريمة لوطنهم تحت مظلة تشارك المسؤولية على المستويين الدولي والإقليمي”.
وأضاف أن “قضية عودة الروهينجا تظل داخل دائرة عدم اليقين نظراً لانعدام الاستقرار في ميانمار”.
الوضع الإنساني في أراكان
وأشار بن جنيد إلى أن الوضع الإنساني في ميانمار يظل حرجاً، إذ يواجه الروهينجا تحديات كبيرة في ظل تفاقم الوضع في شمال “أراكان” بسبب نقص الإمدادات بسبب عدم الاستقرار، ما يؤثر على توافر السلع الأساسية ويزيد من معاناة السكان.
ولفت المسؤول إلى أن النساء والأطفال معرضون للخطر بشكل خاص، حيث تواجه النساء تزايد مخاطر العنف الجنسي، في حين يعاني الأطفال الذين حرم معظمهم من التعليم من نقص الخدمات الأساسية وخاصةً الرعاية الصحية.
وتابع أن الاضطراب الذي يلحق بحياة الروهينجا جراء العنف والنزوح له عواقب وخيمة طويلة الأمد على صحتهم البدنية والعقلية، وأن المنظمة تدعم توفير الحماية للمدنيين المتضررين جراء الصراع وخاصة النساء والفتيات.
الدعم له وجهان
وطالب المسؤول الإغاثي بتقديم دعم دولي سريع يسهم في الوفاء باحتياجات لاجئي الروهينجا خلال بقائهم في بنغلادش والدول المضيفة الأخرى، فضلاً عن مطالبة المجتمع الدولي بتعزيز الحماية القانونية للاجئين وتوفير التعليم وسبل الحياة والخدمات الأساسية لهم.
كما دعا بن جنيد إلى الحفاظ على وتيرة التمويل طويل المدى المقدم لدعم البرامج المعنية بالروهينجا داخل المنظمة، مشيراً إلى أنها تسعى لتكييف استراتيجياتها في ظل تناقص التمويل الدولي.
وتابع أنه منذ تصاعد العنف ضد الروهينجا في ميانمار في أغسطس 2017، كانت الفئات الأكثر تضرراً هي الروهينجا والمجتمعات المضيفة بمنطقة “كوكس بازار” في بنغلادش.
وأوضح أن الروهينجا لا زالوا يعانون من صدمة النزوح والخسارة بعدما مروا بصعوبات لا يمكن تصورها، ويعيشون في بنغلادش داخل مخيمات مكتظة مع نقص الخدمات الأساسية والتعليم وفرص كسب العيش.
وفي الوقت نفسه، تواجه المجتمعات المضيفة في “كوكس بازار” تحديات كبيرة، بعدما فرضت الزيادة المفاجئة في عدد السكان ضغوطاً هائلة على الموارد المحلية والبنية الأساسية والخدمات، ما أدى في كثير من الأحيان إلى إجهاد الخدمات العامة المحدودة بالفعل مثل الرعاية الصحية والمياه والتعليم.
وأكد أن اللجنة ترى في تغير المناخ تحدياً كبيراً للاجئي الروهينجا والمجتمعات المضيفة في بنغلادش، مشيراً إلى أن الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والأعاصير تفاقم من المصاعب التي يعانون منها.
كما قال بن جنيد إن اللجنة ملتزمة بتحسين قدرة لاجئي الروهينجا على مواجهة هذه الكوارث والصدمات البيئية عبر تدريب المجتمعات والسلطات المحلية على التصرف حال وقوعها.
وبدأت المنظمة الدولية عملها في بنغلادش عام 2017 جراء الزيادة الكبيرة في عدد لاجئي الروهينجا الفارين من ميانمار نحو بنغلادش هرباً من العنف والاضطهاد بحقهم من جانب قوات المجلس العسكري والجماعات المسلحة المناوئة له على حدٍ سواء، والتي استهدفت الروهينجا بالقتل والانتهاكات والتجنيد القسري.
وتعمل المنطمة على قضيتي الروهينجا وأزمة المناخ في بنغلادش وتنشط داخل 33 مخيماً ومجتمعاً مضيفاً في “كوكس بازار” التي تستضيف ما يزيد على مليون لاجئ روهنجي داخل مخيمات مكدسة وسط ظروف معيشية صعبة.