سفير يونيسف يحذر: مستقبل نصف مليون طفل بمخيمات الروهينجا مهدد بسبب خفض التمويل

سفير يونيسف للنوايا الحسنة أورلاندو بلوم خلال زيارته لمخيمات الروهينجا في بنغلادش (صورة: UNICEF)
شارك

وكالة أنباء أراكان

حذر سفير اليونيسف للنوايا الحسنة أورلاندو بلوم، من أن تخفيضات التمويل تهدد مستقبل نصف مليون طفل يعيشون في مخيمات الروهينجا في كوكس بازار، ببنغلادش، وذلك خلال زيارة استمرت أربعة أيام التقى خلالها الأطفال والعائلات والعاملين في مجال المساعدات للاطلاع على تأثير هذه التخفيضات على التعليم والصحة والحماية وبقاء الأطفال على قيد الحياة في أكبر مخيمات اللاجئين في العالم.

وقال بلوم: “الأطفال في هذه المخيمات يعتمدون بالكامل على المساعدات، لكن هذه المساعدات للأسف تتناقص”، مضيفاً: “التقيت بعزيز البالغ من العمر 14 عاماً، الذي أخبرني أنه يحلم بأن يصبح مهندساً ليتمكن من بناء طائرة بدون طيار تُظهر للعالم مدى حاجة أطفال الروهينجا للمساعدة، هؤلاء الأطفال بحاجة إلى التعليم لضمان مستقبل لهم”.

وأشار إلى تجربة “حسنى” (15 عاما)، قائلًا: “إنها مخلصة جداً لدراستها، ولم تتغيب عن أي صف منذ انضمامها إلى المدرسة في المخيم قبل ثلاث سنوات، وتتعلم الإنجليزية عبر الإنترنت لتحسين فرصها المستقبلية، أخبرتني بأنها تريد مواصلة الدراسة لتصبح طبيبة لمساعدة فتيات مثلها، إن إبقاء المدارس مفتوحة هو الفرصة الوحيدة للفتيات في المخيمات للحصول على فرصة في الحياة وتجنب الزواج المبكر، وهو تهديد لغالبية الفتيات هنا”.

وأوضح “بلوم”، أن المدرسة للأطفال في حالات الطوارئ ليست مجرد فرصة للتعلم، بل مساحة آمنة بعيداً عن الاستغلال والزواج المبكر والاتجار بالأطفال والتجنيد من قبل الجماعات المسلحة، مؤكداً أن غياب التعليم الرسمي يجعل الأطفال، خاصة الفتيات والمراهقين، أكثر عرضة لهذه المخاطر.

ولفت “بلوم” إلى أن يونيسف كثفت في الأشهر الأخيرة جهودها لتوفير المياه النظيفة والصرف الصحي والنظافة، موضحاً: “وصلنا إلى أكثر من نصف سكان المخيمات لمنع تفشي الأمراض والمشاكل الصحية، وبالمقارنة مع العام الماضي، زادت الأمراض الجلدية مثل الجرب بسبب سوء الصرف الصحي بنسبة 24%، ما أثر على نصف مليون شخص”.

وحذر من أن التخفيضات الأخيرة في المساعدات الدولية تؤثر بشدة على سلامة الأطفال، قائلًا: “في أكتوبر وحده، تم الإبلاغ عن أكثر من 400 طفل من الروهينجا كضحايا لانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك الاختطاف والتجنيد من قبل الجماعات المسلحة، وهو ثلاثة أضعاف العدد المسجل في نفس الفترة من العام السابق، هذا يبرز الحاجة الماسة لتدابير حماية أقوى وتدخل عاجل”.

وأضاف: “بالإضافة إلى كل التحديات الأخرى في المخيمات، فإن الخدمات الوقائية غير الكافية تعرض هؤلاء الأطفال لخطر حقيقي من الإساءة والإهمال، يجب حماية الأطفال من العنف والاستغلال”، متابعاً: “التقيت بطفلين هربا مؤخراً بعد أن تم اختطافهما واحتجازهما لعدة أشهر من قبل جماعات مسلحة، قصصهم مؤلمة للغاية بسبب تجاربهم، سيواجهون صدمات نفسية مدى الحياة، وأخشى على سلامتهم، هذا تذكير صارخ بأن التدخل العاجل وتعزيز حماية الأطفال أمر حيوي ومنقذ للحياة”.

وأشار بلوم أيضاً إلى الأمهات اللواتي لديهن أطفال دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد، وقال: “الوضع يتفاقم بسبب عوامل متعددة، بما في ذلك التمويل غير الكافي، بدون تمويل مستمر بعد عام 2025، سيترك الأمهات والأطفال الأكثر ضعفاً بلا وصول إلى الخدمات الحيوية”.

ونقلت ممثلة يونيسف في بنغلادش “رنا فلاورز” قولها: “بعد ثماني سنوات من الأزمة المستمرة التي عملت فيها يونيسف بلا كلل لإعطاء الأطفال اللاجئين من الروهينجا مستقبلاً، فإن حجم وسرعة تخفيضات التمويل في المخيمات يهدد بخلق جيل ضائع”.

وأضافت: “إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فإن أكثر من نصف مليون طفل يعيشون في المخيمات يواجهون خطر التأخر التنموي مدى الحياة، فقدان الطفولة، أو الوفاة، وتأثير هذه الأزمة التمويلية سيطال جميع جوانب حياة الأطفال، غذاء أقل، خدمات صحية أقل، ولا حماية من العنف والاستغلال”.

وحذر بلوم من أن الوضع يمثل “أزمة بقاء للأطفال”، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك فوراً: “نحن نحث المجتمع الدولي على دعم الأطفال الذين يحتاجون للمساعدة الآن أكثر من أي وقت مضى، هؤلاء الأطفال لا يستحقون أن يُنسوا، لا طفل يستحق ذلك”.

وتستضيف بنغلادش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في مخيمات “كوكس بازار”، التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم، ويعيش اللاجئون هناك في ظروف إنسانية صعبة منذ فرارهم من ميانمار عام 2017، بسبب حملة “الإبادة الجماعية” التي شنها جيش ميانمار ضدهم، كما تجددت موجات نزوحهم إلى بنغلادش منذ نشوب القتال في ولاية أراكان بين جيش ميانمار وميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان) في نوفمبر 2023.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.