الروهينجا يعلقون آمالهم على تركيا في العودة إلى وطنهم

فرار الروهينجا مع اشتداد القتال بين جيش أراكان وجيش ميانمار بحثاً عن الأمان (صورة: UNHCR)
شارك

وكالة أنباء أراكان

أبدى رئيس جمعية “دوست للتكافل” التي تقدم المساعدة للمسلمين الروهينجا في أراكان غربي ميانمار “السيد ريحان”، تطلعه لتعاون تركيا مع بنغلادش لحل أزمة اللاجئين الروهينجا وإعادتهم مجدداً إلى وطنهم.

وأكد خلال حوار بصحيفة “العهد الجديد” التركية، أن الروهينجا يرون أن تركيا ستكون مفيدة جداً لهم خاصة وأن الزيارة التي أجراها الرئيس التركي أردوغان إلى مخيمات اللاجئين وكذلك إلى مدينة سيتوي، تركت تأثيراً كبيراً على الروهينجا، مشيراً إلى أن حكومة بنغلادش تعتقد أن تركيا ستكون قادرة على حل هذه القضية.

وتطرق إلى الحديث عن اللاجئين الروهينجا بمخيمات كوكس بازار، قائلاً إنه خلال الفترة بين عامي 2015 و2017 لم تكن مريحة للاجئين مع حدوث بعض التغييرات، ففي عهد حكومة “شيخة حسينة” كان البنغاليون يعارضون نضال المسلمين في أراكان وينظمون احتجاجات ضدهم، الأمر الذي أثر على الحكومة البنغالية ما جعلها تضغط على اللاجئين في المخيمات.

وأضاف أن حكومة “حسينة” كانت في البداية تريد بقاء اللاجئين في بنغلادش لأنها كانت تستفيد مادياً من ذلك، حيث كانت تحصل على مساعدات مالية ضخمة عبر الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية، ولكن سياسياً كانت الحكومة ترفض دعم الروهينجا في أراكان، حيث كانت تتبنى موقفاً ضد أي تحركات حربية في أراكان، ومن هنا واجه اللاجئون الروهينجا صعوبات في التنقل بحرية وكانت لديهم مشاكل في الخروج من المخيمات.

وأشار إلى أن تلك الأموال باتت تستخدم حالياً لصالح الروهينجا ويجرى استثمارها في المخيمات بشكل أكبر على عكس السابق، لافتاً إلى أن بنغلادش لا تمنح الجنسية لأي من الروهينجا هم فقط لاجئون، لكن يحاول البعض الخروج بجوازات سفر مزورة، لأن اللاجئين يشبهون السكان المحليين في بنغلادش.

وتابع: “نظرة بنغلادش للقضية في البداية كانت سلبية، وكانت تحاول إغلاق حدودها بشكل أكبر لكن الآن أصبح هناك توجه أكثر إيجابية تجاه القضية لعدة أسباب منها أنه إذا جاء الروهينجا بالكامل إلى بنغلادش سيشكلون عبئاً كبيراً عليها في إطعام هذه الأعداد من اللاجئين”.

وكذلك التخوف من المطالبة بالاستقلال في المستقبل وإذا تمكنوا قد يشكل تهديداً كون العديد من الأراكان يعيشون بمناطق مثل “بندربان” و”رانغاماتي”، هؤلاء قد يتحدون مع الآخرين من أراكان ويطالبون بالاستقلال لتلك المناطق، مما قد يهدد وحدة بنغلادش، وكذلك إذا أصبحت الحكومة البوذية أقوى قد توطّن البوذيين بتلك المناطق وإذا اتحدت هذه المجموعات قد يؤدي ذلك إلى إثارة الاضطرابات هناك.

وأوضح أن الحكومة الحالية تعمل مع الدكتور “خليل الرحمن”، مندوب بنغلادش السامي لقضايا الروهينجا، على كيفية إعادة الروهينجا إلى أراكان، مشيراً إلى أنه يعمل على تأسيس لجنة تتولى هذا الموضوع ولم يُكشف عن أي معلومات بشأنها.

وعن الوضع الداخلي في أراكان، قال إن هناك حوالي 600 ألف مسلم يعيشون حالياً في أراكان بعد موجة الهجرة إبان حملة الإبادة الجماعية عام 2017 والتي ما زالت مستمرة حتى الآن مع استمرار الاشتباكات بين جيش ميانمار ومجموعات راخين البوذية وعلى رأسها جيش أراكان (الانفصالي) التي تحقق انتصارات على الأرض ونجحت في طرد حكومة العسكر في 90% من أراكان بعد سيطرتها على 14 من أصل 17 مدينة.

وأوضح أن الروهينجا داخل أراكان ما زالوا يواجهون الاضطهاد ويعيشون في ظروف مأساوية أسوأ وأخطر من اللاجئين في المخيمات، كونهم لا يستطيعون العثور على طعام، ولا يوجد وسائل نقل، والتجارة متوقفة، ولا يوجد محلات، ولا يتم بيع أي شيء، كل شيء تحت سيطرة جيش أراكان.

وشدد على أن تلك الانتهاكات التي يواجهها الروهينجا سواء من جيش ميانمار أو جيش أراكان، الهدف منها القضاء التام على المسلمين في المنطقة بإرسالهم إلى بنغلادش، أي أنهم يسعون إلى تطهير المنطقة تماماً من المسلمين، لكن حكومة بنغلادش فهمت الأمر.

وتطرق إلى العلاقات بين بنغلادش وميانمار، قائلاً إن هناك مشكلة خاصة وأن حكومة مجلس ميانمار العسكري تتبنى سياسة ضد الروهينجا مفادها “إذا تكونون مجموعة كبيرة وتتحدون فسوف تختفون”، في المقابل لا تدخل الحكومة البنغالية في صراع شديد معها، وذلك نتيجة الصراعات السياسية الداخلية في بنغلادش، فضلا عن أنها تحاول بناء علاقات جيدة مع ميانمار والهند والصين وأمريكا، لذلك لا يمكنها تقديم دعم قوي للروهينجا.

وأضاف أنه رغم وجود حوار بين حكومة بنغلادش وحكومة مجلس ميانمار العسكري، إلا أن دكا لا تدعم الحكومة العسكرية في ميانمار ولا تدعم جيش أراكان (الانفصالي) بقوة، حيث تفضل الصمت في هذه القضية، نظراً للمشاكل الداخلية والضغوط الدولية التي تواجهها، فالحكومة البنغالية لا يمكنها التدخل مباشرة في قضية أراكان بسبب المشاكل السياسية الداخلية والضغوط الدولية، بالإضافة إلى أنها لم تستقر بالكامل بعد.

أما عن دعم بنغلادش للروهينجا، أوضح أن الدعم محدود جداً ويقتصر على الدعم المعنوي حالياً كون بنغلادش دولة فقيرة، إضافة إلى النزاع السياسي الداخلي بين الأحزاب ومنها حزب “رابطة عوامي” و”حزب BNP” الذي أدى إلى ازدياد الظروف سوءًا بالنسبة للروهينجا، باعتبار تلك المنازعات تمنع اتخاذ خطوات فعالة في الواقع.

وكانت ميانمار وافقت مبدئياً على عودة 180 ألف لاجئ روهنجي يعيشون في بنغلادش بعدما فروا قبل سنوات جراء تعرضهم لأعمال العنف والإبادة، قبل أن تؤكد بنغلادش على ضرورة توفير بيئة آمنة وملائمة لعودة لاجئي الروهينجا إلى وطنهم وتسوية الصراع في أراكان.

وبعد إعلان ميانمار عن أن 180 ألف لاجئ روهنجي مؤهلون للعودة، من قائمة تضم 800 ألف لاجئ قدمتها بنغلادش إلى ميانمار بين عامي 2018 و2020، أثار الإعلان شكوكاً وتساؤلات لدى اللاجئين الروهينجا باعتبارهم لا يزالون يتوجسون من المستقبل، ويتخوفون من أن يكون أشد فتكاً مما مرّوا به في الماضي.

وتستضيف بنغلادش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في مخيمات “كوكس بازار”، التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم، ويعيش اللاجئون هناك في ظروف إنسانية صعبة منذ فرارهم من ميانمار عام 2017، بسبب حملة “الإبادة الجماعية” التي شنها جيش ميانمار ضدهم، كما تجددت موجات نزوحهم إلى بنغلادش منذ نشوب القتال في ولاية أراكان بين جيش ميانمار وجيش أراكان (الانفصالي) في نوفمبر 2023.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.