وكالة أنباء أراكان
حذّرت مصادر محلية في كوكس بازار ببنغلاديش، من أن النفايات وخاصة الصلبة منها، التي تخرج من مخيمات الروهينجا، باتت تشكل خطراً حقيقياً يهدد خصوبة التربة ويدمر الأراضي الزراعية.
وأضافت أنها تسببت في تضرر أكثر من 1000 مزارع بمنطقتي أوخيا وتكناف، وفُقدت مئات الهكتارات من الأراضي الخصبة في السنوات الأخيرة، فيما دعوا لضرورة التدخل الحكومي الفوري لوضع حل لهذه المشكلة، وفقاً لما أعلنه موقع “فايننشال إكسبريس”، الجمعة.
وذكرت تقارير صادرة عن إدارة الإرشاد الزراعي في كوكس بازار، أن الأراضي الزراعية في المنطقة تشهد انخفاضاً حاداً في المساحة والإنتاجية، بسبب تصريف النفايات غير المعالجة من المخيمات، والتي تشمل مخلفات بلاستيكية وزجاجات ونفايات طبية.
وقال رئيس المجلس المحلي “غفور الدين تشودري”، إن تصريف النفايات من 32 مخيماً للروهينجا عبر قنوات مكشوفة تسبب في تلوث واسع للتربة والمياه، ما أجبر المزارعين على التوقف عن الزراعة بمناطق كثيرة، مؤكداً أن الأراضي تغمرها المياه المختلطة بالنفايات كل عام مع سقوط الأمطار، مما يجعل الزراعة شبه مستحيلة.
وجرى الاستناد إلى شهادات من المتضررين، وقال المزارع “إحسان الله” من “كوتوبالونغ”، إن أرضه لم تُزرع منذ ثمان سنوات بسبب النفايات التي تقتل الأرض، واستكمل “منير أحمد”: “زرعنا أرضنا واستضفنا الروهينجا، والآن نخسر كل شيء”.
تزامن ذلك مع تحذيرات من خطر بيئي يفوق الزراعة بعدما توسعت المشكلة لتشمل الأنهار التي تحولت إلى مجارٍ ملوثة غير صالحة للصيد.
وحذر الباحث البحري “محمد عبد القيوم”، من أن النفايات المتدفقة إلى البحر عبر الأنهار تهدد التنوع البيولوجي والثروة السمكية، مشيراً إلى خطر بيئي شامل يتجاوز حدود الزراعة.
ووفقاً لبيانات إدارة الإرشاد الزراعي، تراجعت الأراضي القابلة للزراعة في تكناف من 13728 هكتاراً عام 2015 إلى 11036 هكتاراً في 2025، كما انخفضت في أوخيا من 16840 هكتاراً إلى 16000 هكتار خلال الفترة نفسها.
ودعا سكان محليون ومزارعون ومسؤولون، إلى تدخل حكومي فوري لوضع خطة فعالة لإدارة النفايات في المخيمات، فيما ردت مستشارة وزارة البيئة والغابات وتغير المناخ “رضوانة حسن” بأن الوزارة ستبحث عن حل مع جميع الأطراف، وستُتخذ خطوات فعالة بعد التشاور مع المنظمات غير الحكومية والهيئات الحكومية.