وكالة أنباء أراكان
وجه لاجئ روهنجي يدعى نور الإسلام، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بعد زيارته الأخيرة التي أجراها، الجمعة، إلى مخيمات اللاجئين الروهينجا في كوكس بازار ببنغلادش.
وطلب خلالها مساعدة “غوتيريش” لاستعادة حقوق الروهينجا في ميانمار إذا كانت العودة إلى هناك بشرط المواطنة والكرامة والأمان، وإذا لم تتوافر فناشده بإيجاد مكان آخر يمكنهم العيش فيه بسلام وبدون خوف.
وقال في رسالته: “اسمي نور الإسلام، وأنا لاجئ روهنجي 56 عاماً من قرية تومبرو في مدينة مونغدو بولاية أراكان، وكحال عدد لا يُحصى من أبناء مجتمعي عانيت طوال حياتي من الاضطهاد والصراع المستمر”.
وأضاف: “أجبرت على الفرار من وطني أربع مرات، الأولى عام 1978 خلال الحملة العسكرية المعروفة باسم (عملية الملك التنين)، والثانية عام 1992 عندما دفعتنا موجة جديدة من العنف المدعوم من الدولة إلى النزوح، والثالثة عام 2012 عقب أعمال شغب دامية وفرض قيود قاسية علينا، والرابعة عام 2017 عندما تعرضنا لإبادة جماعية ممنهجة”.
وتابع: “في كل مرة كنت أفقد كل شيء منزلي وممتلكاتي وكرامتي، وأحاول إعادة بناء حياتي لأجد نفسي مجدداً بلا مأوى، حتى أمضيت ما يقارب 17 عاماً من حياتي بمخيمات اللاجئين بلا مستقبل أو مكان أستطيع أن أسميه (وطناً)”.
واستكمل: “ما زال الكثير منّا يتذكر عام 1992، عندما أُجبرنا على النزوح، لكن الأمم المتحدة سهلت عودتنا دون أي ضمانات للسلامة والحقوق، ثم تكرر التاريخ مرة أخرى، وبعد المجازر الوحشية عام 2017، وجدنا أنفسنا في بنغلادش، نعيش داخل مخيمات لم يكن من المفترض أن تكون مساكن دائمة”.
ووجه سؤالاً لـ”غوتيريش”: “لماذا في هذا العالم الواسع لم نحصل حتى على شبر واحد من الأرض لنعيش فيه بكرامة؟، لماذا لا يُمنح الروهينجا حتى قدماً واحداً من الأرض ليعيشوا فيها بكرامة؟، الحيوانات والطيور تعيش بسلام، حتى الأسماك في البحر تسبح بحرية، كل مخلوق على هذه الأرض له مكانه المستحق إلا نحن”.
واستطرد: “زيارتك إلى بنغلادش قد تكون طوق النجاة الأخير لنا، وإذا كان هناك حديث عن عودتنا إلى ميانمار، فنحن نطالب بها فقط إذا كانت مشروطة بالمواطنة الكاملة والكرامة الإنسانية والأمان والاستقرار، أما إذا لم يكن ذلك ممكناً، فإنني أتوسل إليك لإيجاد حل بديل مكان يمكننا أن نعيش فيه كبشر، لا كلاجئين معدمين يعتمدون على مساعدات غذائية تتناقص يوماً بعد يوم”.
واستطرد: “سيدي طلبي بسيط لكنه عاجل، أرجوك ساعدنا في استعادة حقوقنا في ميانمار، كل ما أتمناه قبل أن تنتهي حياتي هو أن أختبر شعور الأمان والحرية، مثل أي إنسان آخر على هذه الأرض، وإذا لم يكن ذلك ممكناً فامنحنا مكاناً آخر، حيث يمكننا العيش أخيراً بسلام ودون خوف”.
واختتم: “أنا أؤمن بقوة الأمم المتحدة، وأؤمن أنك تدافع عن كرامة وحقوق جميع البشر، وأناشدك ألا تدعنا نُنسى، لقد تحمل شعبنا من الألم والمآسي ما لا يتحمله بشر، نريد العدالة نريد مستقبلًا نريد فرصة لنقف على أرضنا دون خوف، آمل أن تقف معنا وتناضل من أجلنا وتضمن أخيراً نهاية معاناتنا إلى الأبد”.
وأجرى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة، زيارة إلى مخيمات اللاجئين الروهينجا في كوكس بازار، وشارك 100 ألف لاجئ روهنجي تناول وجبة الإفطار.
وأكد أن المنظمة ستبذل كل ما في وسعها لمنع تقليص المساعدات الغذائية للاجئين، فيما وصف تخفيض المساعدات الإنسانية من قبل الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية بـ “الجريمة”.