وكالة أنباء أراكان | خاص
أقامت جمعية أراكان الإنسانية، الخميس، حفل اختتام أنشطتها التعليمية للطلاب الروهينجا للعام الدراسي 2023-2024، وفي مقدمتها مشروع نجوم لإعداد القادة ومشروع التدريب الصيفي، تخلله تكريم الطلاب الروهينجا المتخرجين من الجامعات في تركيا.
وحضر حفل “مسك الختام” الذي أقيم، في صالة مركز زبيدة هانم الثقافي في منطقة الفاتح بمدينة إسطنبول التركية، شخصيات سياسية وإعلامية ودينية ومسؤولون في منظمات وجمعيات خيرية في تركيا، إضافة إلى طلاب من الروهينجا وخريجي جامعات قدموا من عدة ولايات تركية.
وفي كلمته في الحفل، قال محمد خير النعال، مدير قسم التعليم: إن الجمعية عملت على مدار السنوات الماضية على تنفيذ برامج ومشاريع لدعم الطلبة الروهنجيين الذين يدرسون في تركيا لإكمال تحصيلهم الدراسي من جهة وتنمية مهاراتهم القيادية من جهة ثانية، من خلال تزويدهم بالخبرات والمعارف الضرورية في مجال الفعل والتأثير”.
وأضاف النعال: “وكان مشروع نجوم الذي نحتفل باختتام فعالياته اليوم كأحد أقوى برامج إعداد القادة، التي نفذتها جمعية أراكان الإنسانية خلال الأعوام السابقة، برعاية من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت، وشارك فيه 13 من طلاب الجامعات والدراسات العليا الروهنجيين”.
وأردف: “وحيث أن العلم لابد أن يرافقه العمل، فقد أطلقت جمعية أراكان مشاريع خاصة لإعداد الشباب الروهنجيين وتمكينهم للدخول إلى سوق العمل، ومن هنا تأتي أهمية برنامج التدريب الصيفي الذي نفذته الجمعية للعام الثالث على التوالي ولمدة شهرين، برعاية جمعية تنمية الخيرية، والتحق به 13 طالباً من عدة تخصصات، حصلوا على تدريبات هامة في المجالات الإدارية والتنفيذية والتقنية والإعلامية، مصحوبة بأنشطة ثقافية وترفيهية تدعم مسيرة البرنامج لتحقيق أهدافه”.
وجرى خلال الحفل تكريم 11 طالباً وطالبة روهنجية من خريجي جامعات تركيا للعام الدراسي 2023-2024، إضافة إلى تكريم المشاركين في مشروع نجوم والتدريب الصيفي.
وقال مدير جمعية أراكان الإنسانية سليم نور: “إن رؤية هذا الجمع من الخريجين الطموحين الذين اجتهدوا للوصول إلى هذه اللحظة هو مصدر فخر لنا جميعاً، فقد كانت رحلتهم التعليمية مليئة بالتحديات والفرص، وبإصرارهم وجهدهم، تمكنوا من تحقيق هذا النجاح الذي نحتفي به اليوم، وهم اليوم لا يمثلون أنفسهم فقط، وإنما نرى فيهم الأملَ لمستقبل مشرق للروهنجيين”.
وأضاف نور: “إخواني الخريجين الأعزاء، تعلمون جيداً أن هذا اليوم ليس نهاية الرحلة بل هو بداية جديدة، أنتم الآن على أعتاب مرحلة جديدة في حياتكم، أنتم أملنا.. أنتم الرهان الذي نقاتل من أجله.. أنتم أملنا وأمل كل مستضعَفٍ وكلِّ لاجئ”.
ولفت مدير الجمعية في كلمته في الحفل إلى معاناة الروهينجا في ولاية أراكان، قائلاً: “لا يمكن أن نتجاوز معاناة أهلنا وإن كنا اليوم في لحظة فرح، لأننا انطلقنا من رحم المعاناة ولأن إخوتي ما زالوا إلى هذه الساعةَ في أراكان يَلقون حتفهم لأمر لم يفعلوه وذنب لم يقترفوه، منعوا من الحياة ومنعوا من كل شيء، وأصبحت يد الغدر والظلم تبطش بهم وتغتالهم وهم ليسوا طرفا في نزاعهم وحربهم”.
وأردف: “لقد تتالت النكبات علينا وهضم الأعداء حقنا فلم ننشأ كما تنشأ أي أمة، بل لم ننل حتى حظنا من الاهتمام بالقضية حتى باتت مهمشة، محاطةً بصمت قاتل في عالمنا العربي والإسلامي، ولا يكسر هذا الصمت، ويحيي الأملَ فينا إلا مثلُ هذه المنجزات”.
وأعرب نور عن شكره لجمعية تنمية الخيرية والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت لرعايتهما لبرامج الجمعية ودعم الطلاب الروهنجيين.
من جانبه، أكد ناصر البسام، رئيس فريق تراحم التطوعي، في كلمة له باسم الداعمين، أهمية وضرورة دعم الروهينجا، في أراكان وفي دول اللجوء، لاسيما مخيمات بنغلادش، معرباً عن شكره لدولة الكويت وشعبها على تقديمهم الدعم للروهينجا، ودورهم في كل ميادين العمل الإنساني والخيري والمحافل الدولية.
كما أعرب البسام عن شكره لجمعية أراكان الإنسانية لاهتمامها بدعم طلاب الجامعات عبر برنامج نجوم وبرامجها الأخرى، لما لها من أهمية في تمكينهم حتى يحملوا القضية ويساعدوا في التعريف بها والدفاع عن حقوق الروهينجا ونصرتهم.
ودعا الحضور إلى تبني وإطلاق مؤتمر عالمي للروهينجا، لبحث قضيتهم من الجوانب الإنسانية والحقوقية وغيرها، ليسهم ذلك في تحريك القضية عالمياً.
وشهد الحفل عرض تقارير مصورة عن برنامج نجوم والتدريب الصيفي للطلاب الروهينجا، كما شهد فقرات فنية وكلمة باسم الطلاب الخريجين، أعربوا فيها عن شكرهم وتقديرهم لجمعية أراكان لدعمهم وتقديم العون لهم وتطوير مهاراتهم ومساعدتهم لدخول سوق العمل، ولدورها في إحياء قضية الروهينجا، ودعم اللاجئين في المخيمات.
وتأسست جمعية أراكان الإنسانية في تركيا عام 2015، وتتخذ من إسطنبول مقراً لها، وهي متخصصة في إغاثة وتنمية الأقلية المسلمة الروهينجا، وتهدف إلى تسليط الضوء على معاناة الروهينجا في ميانمار وخارجها، وتلبية الاحتياجات الإنسانية للروهنجيين وتوفير الحياة الكريمة لهم، وتنميتهم علمياً وثقافياً واجتماعياً واقتصادياً، وصناعة قادة منهم قادرين على النهوض بمجتمعهم.
