وكالة أنباء أراكان
يعيش اللاجئون الروهينجا في مخيمات كوكس بازار ببنغلادش، حياة قاسية مليئة بالتحديات، ولعل التعليم واحدة من أكبر الأزمات التي يعاني الأطفال الروهينجا، والذي يقتصر على مناهج محدودة وغير رسمية تُدرس من قبل منظمات غير حكومية ومنها “اليونيسف” في ظل القيود المفروضة عليهم.
تقف تلك التحديات عائقاً أمام طموحات “محمد سيف الله”، البالغ من العمر 16 عاماً، الذي يأمل في أن يصبح طبيباً لكنه يدرك أن الفرصة لن تتاح له للالتحاق بالجامعة.
وقال “محمد” لقناة “الجزيرة الإنجليزية”، إنه قد لا يتمكن من تحقيق أحلامه أو الحصول على فرصة عمل هناك كونهم من الروهينجا.
وأضافت “أوماي سلمى”، البالغة من العمر 12 عاماً، أنها تأمل في أن تصبح “مُعلمة” مع وجود عدد قليل من المُعلمات بمجتمع الروهينجا، لكنها تعتقد أن الأمور لن تتحسن بالنسبة للأطفال الروهينجا في الحصول على تعليم رسمي.
وأوضحت أن هناك الكثير من الآباء يرفضون ذهاب بناتهن إلى المدرسة، لافتة إلى أنهم قد يغيرون آرائهم عندما يجدون المُعلمات داخل المدارس.
وتأمل “كوشميدا” في أن تصبح “محامية” للدفاع عن مجتمعها الذى عانى كثيراً من العنف في ميانمار، كون الروهينجا بحاجة إلى المزيد من المدافعين عنهم ورفع أصواتهم والسعي نحو تحقيق العدالة.
ورغم تلك المعاناة إلا أنها ربما تتفاقم مع الجيل الأصغر سناً تزامناً مع الصعوبات المتتالية في حياتهم اليومية وعدم الحصول على التعليم في سبيل مواجهة ظروف الحياة القاسية.
هذا هو حال “محمد جابر”، البالغ من العمر 9 سنوات، الذي يبيع الحلوى على جانبي الطريق، لإعالة أسرته لتصبح قادرة على المعيشة، رغم رغبته في الالتحاق بالمدرسة.
وقال إنه بدأ بإعالة أسرته منذ 3 سنوات عندما مرض والده، ولم يتمكن من التعليم في ظل رغبته بالذهاب إلى المدرسة والتعلم مع الطلاب الآخرين الذي يذهبون إليه لشراء الحلوى وهم يحملون حقائب المدارس.
وتستضيف بنغلادش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في منطقة “كوكس بازار” منذ فرارهم من حملة “الإبادة الجماعية” التي شنها ضدهم جيش ميانمار عام 2017، ويعيش اللاجئون في أكبر مخيم للاجئين في العالم وأكثره كثافة سكانية، معتمدين بشكل كبير على المساعدات الإنسانية الدولية، في ظل منعهم من الحصول على وظائف رسمية خارج المخيمات.