وكالة أنباء أراكان
ارتفع عدد ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب ميانمار، الجمعة، إلى 1644 قتيلاً و3408 مصابين و139 مفقوداً، بعدما تسبب في انهيار الكثير من المباني وتدمير البنية التحتية بمناطق واسعة، وفقاً لبيان عن الحكومة التي يقودها مجلس ميانمار العسكري.
وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA)، السبت، أن المستشفيات في المنطقة تواجه ضغوطاً كبيرة نتيجة للأضرار الواسعة التي لحقت بالبنية التحتية الصحية بمناطق “باغو”، و”ماغوي”، و”ماندالاي”، و”نايبيداو”، و”شان”، و”ساجينغ”.

يتزامن ذلك مع استمرار جهود فرق الإغاثة لإنقاذ المحاصرين تحت المباني المنهارة، فيما تقدر هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، أن عدد القتلى قد يتجاوز 10 آلاف شخص.
وجاء معظم الدمار في “ماندالاي”، ثان أكبر مدن ميانمار التي تقع بالقرب من مركز الزلزال الذي بلغت قوته 7.7 درجة، وتلاه هزة ارتدادية قوية وعدة هزات معتدلة أخرى.
وقال عامل إنقاذ من مؤسسة “موي سايدانار” الخيرية، إنهم انتشلوا ما لا يقل عن 60 جثة من أديرة ومبانٍ بالقرب من العاصمة “نايبيداو”، وهناك المزيد من الأشخاص المحاصرين.
وأوضح عامل إنقاذ من مدينة “أمارابورا”، التابعة لـ”ماندالاي”، إنه جرى انتشال جثث 30 شخصاً من مبانٍ سكنية متعددة الطوابق بعد انهيارها، لافتاً إلى أن قرابة خُمس المدينة جرى تدميره، وفقا لـ”رويترز”.
وأشار إلى أن فرق الإنقاذ تلقت اتصالات استغاثة من أشخاص محاصرين بالداخل، لكن قلة المعدات والقوة البشرية لم تستطع تلبية جميع الاستغاثات، رغم استمرار العمل بلا توقف.

وتوقع قائد المجلس العسكري الحاكم في ميانمار “مين أونغ هلاينغ”، وقوع المزيد من الوفيات، داعياً لتقديم المساعدات والتبرعات من “أي دولة”، فيما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن إدارته ستقدم المساعدة لميانمار، بعدما تحدث مع مسؤولين هناك.
ووصلت أولى المساعدات الأجنبية إلى ميانمار عبر فريق صيني إلى مدينة “يانغون” أكبر مدن ميانمار، صباح السبت، كما أرسلت كل من روسيا والهند فرق إنقاذ، بينما تعهدت كل من هونغ كونغ وسنغافورة وماليزيا بتقديم المساعدة أيضاً.
وكانت هيئة الإذاعة الحكومية في ميانمار، قد أعلنت في وقت سابق وفاة أكثر من 1000 شخص بجميع المناطق المتأثرة بالزلزال على مستوى البلاد، لكنها توقعت ارتفاع العدد بشكل أكبر.
ووصل تأثير الزلزال المدمر إلى تايلاند، فيما تشير التقارير الإخبارية إلى أن مئات الأشخاص محاصرون تحت الأنقاض في عدة مبانٍ منهارة، بما في ذلك ما لا يقل عن 50 عاملاً في مجال البناء في العاصمة بانكوك لم يتم العثور عليهم حتى الآن، تزامناً مع إعلان مسؤول حكومي، وفاة 9 أشخاص إثر انهيار برج قيد الإنشاء في “بانكوك”.
وضرب زلزال بقوة 7.7 درجة على مقياس ريختر وسط ميانمار، ظهر الجمعة، ووقع على بعد 16 كيلو متراً شمال غرب مدينة “ساجينغ”، وعلى عمق 10 كيلو مترات، حسبما أعلن مركز المسح الجيولوجي الأمريكي، ما دفع مجلس ميانمار العسكري إلى إعلان حالة الطوارئ.

وتأثرت العديد من المدن في ميانمار مثل “يانغون”، و”ماندالاي”، و”كياوكسي”، و”نايبيداو”، و”ساجينغ”، و”أمارابورا”، و”ميتيللا”، و”أونغبان”، و”مومايت”، و”باغو”، و”كالي”، و”موسى”، و”مونيو”، و”وانتوين”، و”تاونغو”، و”باثين”، ما أدى إلى تضرر حوالي 1,690 منزلاً، و670 ديراً، و60 مدرسة، و3 جسور، مع وجود مخاوف بشأن سلامة السدود الكبيرة.
وتعد الزلازل شائعة نسبيا في ميانمار كونها تقع على صدع “ساجينغ” الجيولوجي النشط الذي يمتد إلى ماندالاي، حيث تعرضت لـ 6 هزات أرضية بلغت قوتها 7 درجات أو أكثر على مقياس ريختر بين عامي 1930 و1956.
وفي عام 2016، تسبب زلزال قوي بلغت قوته 6.8 درجة في مدينة “باغان” وسط ميانمار، في مقتل ثلاثة أشخاص، كما أدى إلى انهيار أبراج المعابد وتدمير جدرانها التي تعد وجهة سياحية شهيرة.