وكالة أنباء أراكان
أفاد سكان محليون، بوقوع حالات انتحار جماعية وفردية في مدينة سيتوي عاصمة ولاية أراكان غربي ميانمار، نتيجة الحصار المشدد وارتفاع الأسعار ونقص فرص العمل، ما أدى إلى تفاقم أزمة الغذاء ووصول بعض الأسر إلى الموت جوعاً.
ووفقاً لإحصاءات صحفية، سُجل بين مايو وأغسطس 2025 حالتا انتحار جماعي وثلاث حالات فردية، بإجمالي 14 وفاة، معظمها بسبب الجوع.
ومن بين الحالات، انتحار رجل وامرأة في الأربعينيات والخمسينيات شنقاً في 4 أغسطس داخل دير في حي “يور جي ماونغ”، وأيضاً أسرة مكونة من 6 أفراد في حي “مينغان” يوم 29 يونيو 2025 بوضع السم في حساء الأرز بسبب الجوع، كما انتحرت امرأة من نفس الحي في مايو الماضي لنفس السبب، وأيضاً انتحار أسرة روهنجية من خمسة أفراد في مخيم ثاككيبين للاجئين قرب سيتوي في مايو.
وأوضح السكان، أن الحصار الذي فرضه المجلس العسكري منذ نوفمبر 2023، وأغلق بموجبه الطرق البرية والنهرية، حرمهم من العمل والحركة، ومنع الروهينجا في القرى والمخيمات من مغادرة أماكنهم أو العمل.
ووصلت الأسعار في سيتوي إلى مستويات قياسية، حيث بلغ سعر كيس الأرز الفاخر نحو 300 ألف كيات، وكيلو اللحم أو السمك نحو 100 ألف كيات، ولتر البنزين 25 ألف كيات، وسط ندرة شديدة في فرص العمل، ما دفع بعض الأسر إلى الاعتماد على الاستدانة أو طلب المساعدة للبقاء على قيد الحياة.
وأكد السكان أن الجوع بات أخطر من الحرب، وأن مغادرة المدينة تتطلب مبالغ طائلة تصل إلى 1.5 مليون كيات للشخص الواحد، وهو ما لا يستطيع معظمهم تحمله، فيما تستمر المعاناة في ظل غياب شبه كامل للمساعدات الدولية منذ ستة أشهر.
وكان برنامج الغذاء العالمي قد حذر من أن نسبة الأسر غير القادرة على الحصول على الحد الأدنى من الغذاء في وسط ولاية أراكان ارتفعت من 33% في ديسمبر الماضي إلى 57% حالياً، متوقعاً تدهوراً إضافياً بسبب استمرار القتال والقيود.
ويُقدّر عدد النازحين الروهينجا في سيتوي بـ110 آلاف، ويتواجدون في 16 مخيماً ويعانون جميعهم من أزمة الجوع، بالتزامن مع عدم تسليم المساعدات، ما ترك المجتمعات الضعيفة بلا دعم.
وفي نوفمبر 2023، أطلق جيش أراكان حملة عسكرية ضد جيش ميانمار للسيطرة على ولاية أراكان، وتمكن بالفعل من السيطرة على 14 من أصل 17 مدينة، وكنتيجة للصراع الذي طالت نيرانه الروهينجا، تعرضوا للعنف والاضطهاد والتهجير والتجنيد القسري.