وكالة أنباء أراكان | خاص
استدعت ميليشيات أراكان البوذة (جيش أراكان)، في 21 أغسطس، قادة القرى وشخصيات مؤثرة من مختلف أنحاء مدينة بوثيدونغ بولاية أراكان غربي ميانمار إلى اجتماع جديد، بحضور صحفيين ووكالات أنباء من راخين، لمطالبتهم بإلقاء اللوم على جيش ميانمار في مجزرة قرية “تان شوك خان” التي وقعت العام الماضي.
وقالت مصادر محلية لـ”وكالة أراكان”، إن السكان تعرضوا لضغوط لتوجيه اتهامات علنية لجيش ميانمار بالمسؤولية عن مجزرة قرية “تان شوك خان” التي وقعت في 2 مايو 2024، مع نفي أي دور لميليشيات أراكان.
وأوضح أحد القرويين: “أجبرونا على تسجيل مقاطع فيديو نقول فيها إن ما جرى ليس من فعل ميليشيات أراكان، بل من فعل جيش ميانمار”، فيما أضاف آخر أنه تم وضع أحذية عسكرية قديمة في المكان لإظهار أن الحادث مرتبط بالجيش وليس الروهينجا.
واستكمل أحد المشاركين: “قال لنا أفراد جيش أراكان بداية لم نقتل 600 من سكان القرية، وأن جيش ميانمار هو الجاني الحقيقي، وكل من قُتلوا في هذا الصراع قُتلوا على يد جيش ميانمار، وبحسب أبحاثنا فإن جميع سكان القرية أحياء وفقط عائلة واحدة مفقودة”.
وأوضح أن قادة الاجتماع أجبروهم لاحقاً على الإدلاء بتصريحات متطابقة أمام صحفيي راخين، قائلاً: “اضطررنا لتكرار ما أرادت ميليشيات أراكان أن نقوله”، متابعا: “قالوا لنا تحدثوا كما تعرفون لكن في الحقيقة، لو تكلمنا ضد مليشيات أراكان، لانتهى بنا الأمر في مركز احتجاز تابع لهم”.
ويأتي هذا الاجتماع بعد تقارير وشهادات سابقة أفادت بأن ميليشيات أراكان تمارس ضغوطاً على سكان المنطقة لإبعاد المسؤولية عنها وتوجيهها نحو جيش ميانمار، في محاولة للسيطرة على السرد الإعلامي حول أحداث مذبحة قرية “تان شوك خان”.
وسبق أن تداول ناشطون من الروهينجا ومنظمات حقوقية صوراً مروعة تُوثق مذبحة جماعية ارتكبتها ميليشيات أراكان بحق أكثر من 600 من الروهينجا في قرية “تان شوك خان” التابعة لمدينة بوثيدونغ بولاية أراكان غربي ميانمار، في 2 مايو 2024، وفقاً لما كشفه المجلس الوطني لروهينجا أراكان (ARNC).
وأجبرت الميليشيات، سكان قرية “ثين تاونغ” القريبة من قرية “تان شوك خان” التابعة لمدينة بوثيدونغ شمال ولاية أراكان، على توجيه اتهامات كاذبة لجيش ميانمار بالمسؤولية عن المذبحة الجماعية، قبل أن ينفي المتحدث باسم ميليشيات أراكان البوذية “يو خاينغ ثو خا” انتماء الجثث للروهينجا من الأساس، زاعماً أنها تعود لجنود جيش ميانمار الذين قتلتهم قوات الميليشيا خلال الاشتباكات التي جرت العام الماضي.
ويعاني الروهينجا تحت حكم جيش أراكان من انتهاكات واسعة تشمل إغلاق منازلهم بعد شكاوى كيدية، والاستيلاء عليها، ومصادرة ممتلكاتهم الثمينة وتشريد الكثير من العائلات، وفرض قيوداً صارمة تمنع حركتهم بين القرى، بعد تقييدها عبر شبكة من نقاط التفتيش الأمنية عند مداخل ومخارج كل قرية روهنجية.
وأطلق جيش أراكان حملة عسكرية في نوفمبر 2023 ضد جيش ميانمار للسيطرة على الولاية، وتمكن من السيطرة على 14 من أصل 17 مدينة، وهو الصراع الذي طالت نيرانه الروهينجا الذين تعرضوا للعنف والتهجير القسري والاضطهاد من كلا الجانبين، بعدما تعرضوا أيضاً لحملة “إبادة جماعية” من قبل جيش ميانمار عام 2017 دفعت قرابة مليون منهم للفرار نحو بنغلادش.