وكالة أنباء أراكان
اتهم سكان محليون في ولاية أراكان غربي ميانمار، ميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان) بإجبار مئات الشباب والفتيات من أقلية الروهينجا على أداء الخدمة العسكرية القسرية في صفوفه، وسط تهديدات بالعقاب والاعتقال لمن يرفض الامتثال.
وذكرت مصادر محلية، حسبما أعلن موقع “مونغدو ديلي نيوز”، أن قادة الميليشيات عقدوا في 20 أكتوبر الجاري اجتماعاً في قرية لحفو خاين شمال مدينة مونغدو، بحضور رؤساء القرى الروهنجية، حيث أصدروا أوامر تلزم كل قرية بإرسال ما بين 150 إلى 200 شخص من الرجال والنساء للخدمة في صفوف الجيش، تحت ذريعة “المشاركة في الدفاع عن ولاية أراكان وثورة الربيع”.
وأضافوا أن ميليشيات أراكان حددوا الفئة العمرية للمجندين بين 18 و45 عاماً للرجال و18 و35 عاماً للنساء، على أن يخضعوا لتدريب عسكري مدته 45 يوماً قبل نقلهم إلى جبهات القتال، كما طُلب من كل أسرة إرسال فرد واحد على الأقل، وفي حال عدم وجود رجال، تُلزم الأسرة بإرسال امرأة أو دفع غرامة مالية لم يُعلن عن قيمتها بعد.
وأكد سكان محليون، أن أوامر التجنيد القسري أثارت حالة من الخوف والقلق في أوساط المجتمع الروهنجي، إذ يخشى الكثيرون من أن يُجبروا على القتال في معارك لا علاقة لهم بها، أو أن يُنقلوا إلى مناطق بعيدة دون السماح لهم بالتواصل مع عائلاتهم.
وأوضح ناشطون، أن بعض القادة المحليين برروا هذه الخطوة بأنها تهدف إلى “تعزيز الأمن”، لكن مصادر ميدانية كشفت أن المجندين الجدد يُنقلون إلى مناطق القتال في كياوكفيو وسيتوي، ما يرجح أن الهدف الحقيقي هو دعم العمليات العسكرية لميليشيات أراكان.
وأشار ناشط من الروهينجا إلى أن المجتمع يعيش حالياً في عزلة تامة وتحت تهديد دائم، حيث يُمنع السكان من التنقل بحرية، ويُجبرون على العمل أو الخدمة العسكرية دون إرادتهم، مضيفاً أن كثيرين يحاولون الفرار إلى بنغلادش هرباً من التجنيد القسري والانتهاكات المستمرة.
ويأتي هذا التطور وسط تصاعد التقارير الحقوقية التي تتهم كلًّا من جيش أراكان والجيش الميانماري بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين في ولاية أراكان، من بينها التجنيد الإجباري والعمل القسري والاعتقالات التعسفية.
ويعاني الروهينجا تحت حكم ميليشيات أراكان من انتهاكات واسعة تشمل إغلاق منازلهم بعد شكاوى كيدية، والاستيلاء عليها، ومصادرة ممتلكاتهم الثمينة وتشريد الكثير من العائلات، وفرض قيوداً صارمة تمنع حركتهم بين القرى، بعد تقييدها عبر شبكة من نقاط التفتيش الأمنية عند مداخل ومخارج كل قرية روهنجية.
وأطلقت ميليشيات أراكان حملة عسكرية في نوفمبر 2023 ضد جيش ميانمار للسيطرة على الولاية، وتمكنت من السيطرة على 14 من أصل 17 مدينة، وهو الصراع الذي طالت نيرانه الروهينجا الذين تعرضوا للعنف والتهجير القسري والاضطهاد من كلا الجانبين، بعدما تعرضوا أيضاً لحملة “إبادة جماعية” من قبل جيش ميانمار عام 2017 دفعت قرابة مليون منهم للفرار نحو بنغلادش.
