وكالة أنباء أراكان
صعدت ميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان)، من سيطرتها على مناطق الروهينجا في شمال ولاية أراكان، وارتكبت سلسلة من انتهاكات حقوق الإنسان خلال الأسابيع الأخيرة، تشمل العمل القسري، والاعتقالات التعسفية، والاضطهاد الديني، وقيوداً صارمة على الحركة، ما يزيد من معاناة المدنيين الروهينجا ويثير مخاوف حقوقية دولية.
وأفادت تقارير منظمات حقوق الإنسان، وشهادات السكان، حسبما أعلن موقع “روهينجا خبر”، أن ميليشيات أراكان تجبر العائلات على أداء دوريات ليلية، وتفرض غرامات مالية على من يرفض المشاركة، بينما أُجبر أكثر من 175 من سكان 5 قرى على إزالة الغابات لدعم العمليات العسكرية للجيش، في ظروف قاسية دون طعام أو ماء أو راحة.
كما اعتقلت الميليشيات، شابين من الروهينجا بشكل تعسفي، أحدهما يعاني من مرض عقلي، بينما دمرت عناصر الميليشيات، مسجدين يعود تاريخهما إلى قرنين في قريتي “يويت نياو تونغ” و”كون داين”، في محاولة على ما يبدو لمحو الهوية الثقافية والدينية للروهينجا.
وأكد تقرير للأمم المتحدة، نُشر في 20 أكتوبر 2025، أن كلاً من جيش ميانمار وميليشيات أراكان ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية في ولاية أراكان، بما في ذلك القتل الجماعي، وحرق القرى، والاغتصاب الجماعي، والنزوح القسري لأكثر من 150,000 روهنجي بين عامي 2024 و2025.
ودعا المدافعون عن حقوق الإنسان، إلى اتخاذ إجراءات دولية عاجلة لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات، مؤكدين أن الروهينجا محاصرون بين قوتين، كلتاهما تدعي القتال من أجل العدالة بينما تدمر حياة المدنيين الأبرياء.
وتُظهر الأدلة المتزايدة في مناطق مونغدو وبوثيدونغ تصاعد العنف تحت سيطرة جيش أراكان، في وقت يحذر فيه حقوقيون من أن الضغط الدولي والمحاسبة هما السبيل الوحيد لوقف تفاقم الأزمة الإنسانية في ولاية أراكان.
ويعاني الروهينجا تحت حكم ميليشيات أراكان من انتهاكات واسعة تشمل إغلاق منازلهم بعد شكاوى كيدية، والاستيلاء عليها، ومصادرة ممتلكاتهم الثمينة وتشريد الكثير من العائلات، وفرض قيوداً صارمة تمنع حركتهم بين القرى، بعد تقييدها عبر شبكة من نقاط التفتيش الأمنية عند مداخل ومخارج كل قرية روهنجية.
وأطلقت ميليشيات أراكان حملة عسكرية في نوفمبر 2023 ضد جيش ميانمار للسيطرة على الولاية، وتمكنت من السيطرة على 14 من أصل 17 مدينة، وهو الصراع الذي طالت نيرانه الروهينجا الذين تعرضوا للعنف والتهجير القسري والاضطهاد من كلا الجانبين، بعدما تعرضوا أيضاً لحملة “إبادة جماعية” من قبل جيش ميانمار عام 2017 دفعت قرابة مليون منهم للفرار نحو بنغلادش.

