ميليشيات أراكان تسعى لإشعال فتنة طائفية جديدة ضد الروهينجا في مونغدو

عناصر من ميليشيات أراكان داخل أحد الوحدات العسكرية في أراكان (صورة: The Irrawaddy)
شارك

وكالة أنباء أراكان

كشفت مصادر محلية بولاية أراكان غربي ميانمار، أن ميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان) يحاول من وراء الكواليس إثارة نزاع ديني وعرقي جديد في مدينة مونغدو، مستهدفاً مجتمعات الروهينجا التي تعيش هناك تحت التهديد والخوف، في خطوة وُصفت بأنها محاولة ممنهجة لإشعال الفتنة وإضعاف التماسك المجتمعي.

وأوضحت المصادر حسبما أعلن موقع “مونغدو ديلي نيوز”، أن ميليشيات أراكان تسعى إلى خلق حالة من الشك والعداء المتبادل بين السكان من الروهينجا والبوذيين من عرقية الراخين، مستخدماً حوادث قديمة ومزاعم اعتداءات لتبرير تحركاته.

وأشارت إلى أن هذه المساعي تأتي في ظل تصاعد التوتر الأمني والسياسي في ولاية أراكان، التي تشهد اشتباكات متكررة بين جيش ميانمار وميليشيات أراكان.

ووفقاً لتقارير محلية، تعود جذور الأزمة إلى معارك سابقة في مونغدو، حين أجبرت قوات مجلس ميانمار العسكري عدداً من الشباب الروهينجا على القتال قسراً ضد ميليشيات أراكان، وبعد ذلك اتهمت الأخيرة بعض المقاتلين بالاعتداء على امرأة من عرقية الراخين، ما أعاد التوترات القديمة بين المجتمعين إلى الواجهة.

وفي حادثة حديثة، شهد حيّ رقم (4) في مونغدو، مساء 11 أكتوبر الجاري، هجوماً شنّته مجموعة من عرقية الراخين على سكان من الروهينجا، متهمة إياهم بالانتماء إلى “جماعات إرهابية”، ومطلقة عبارات كراهية وتهديد بالقتل، وصلت حد القول “سنحول المنطقة الحدودية إلى مقبرة لهم”.

وأكدت تقارير ميدانية، أن الروهينجا في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات أراكان يعيشون تحت ضغوط وتهديدات متواصلة، وسط تزايد حملات التحريض والتمييز ضدهم بحجة ارتباط بعضهم بجماعات مسلحة.

ويحذر مراقبون من أن استمرار هذه السياسات قد يؤدي إلى اندلاع موجة جديدة من العنف الطائفي في ولاية أراكان، على غرار ما شهدته المنطقة عام 2017.

ويعاني الروهينجا تحت حكم جيش أراكان من انتهاكات واسعة تشمل إغلاق منازلهم بعد شكاوى كيدية، والاستيلاء عليها، ومصادرة ممتلكاتهم الثمينة وتشريد الكثير من العائلات، وفرض قيوداً صارمة تمنع حركتهم بين القرى، بعد تقييدها عبر شبكة من نقاط التفتيش الأمنية عند مداخل ومخارج كل قرية روهنجية.

وأطلقت ميليشيات أراكان حملة عسكرية في نوفمبر 2023 ضد جيش ميانمار للسيطرة على الولاية، وتمكنت من السيطرة على 14 من أصل 17 مدينة، وهو الصراع الذي طالت نيرانه الروهينجا الذين تعرضوا للعنف والتهجير القسري والاضطهاد من كلا الجانبين، بعدما تعرضوا أيضاً لحملة “إبادة جماعية” من قبل جيش ميانمار عام 2017 دفعت قرابة مليون منهم للفرار نحو بنغلادش.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.