وكالة أنباء أراكان
فرضت ميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان)، على سكان الروهينجا في مدينة مونغدو، أداء مهام الحراسة الليلية في أحيائهم بالتناوب، في أعقاب اشتباكات مع جماعات مسلحة قرب منطقة “شونغ تاونغ”.
وذكر سكان محليون، أن القرار الذي بدأ تطبيقه في 24 أكتوبر الجاري، يُلزم كل أسرة روهنجية بتولي الحراسة 3 مرات شهرياً، مع دفع 20 ألف كيات عن كل ليلة، أي ما يعادل 60 ألف كيات شهرياً، ما أثار استياء واسعاً بين الأهالي الذين يعانون من البطالة والفقر.
وأضافوا حسبما أعلن موقع “روهينجا خبر”، أن الدوريات الليلية تستمر من التاسعة مساءً حتى الخامسة صباحاً، ويُسمح للحراس بحمل مصابيح وعصي فقط، مع وجوب الإبلاغ عن أي غرباء، فيما يُعرّض غياب البطاقة الرسمية الموقعة من القائد المحلي صاحبها للاعتقال من قبل دوريات الميليشيات.
وشملت التعليمات الجديدة أحياء “لاثا، وكانينتان، وميو أو، ومونغ ني”، إضافة إلى الحيَّين الثاني والخامس من المدينة، حيث يُمنع السكان من مغادرة منازلهم بين الساعة السادسة مساءً والسادسة صباحاً.
وأكد شهود أن بعض الأسر تضطر لدفع مبالغ مالية لآخرين ليؤدوا الواجب نيابة عنها، في حين تُجبر الأسر التي تضم مسنين أو مرضى على المشاركة تحت التهديد بالاعتقال، كما طُلب من الطائفة الهندوسية أداء المهام ذاتها، ما زاد من مخاوف تصاعد التوتر بين المدنيين.
ويقول مراقبون إن القرار يعمّق معاناة المدنيين في مونغدو، ويزيد من حالة القلق بين السكان الذين يعيشون أصلاً تحت قيود أمنية مشددة منذ تصاعد النزاع في شمال ولاية أراكان.
ويعاني الروهينجا تحت حكم ميليشيات أراكان من انتهاكات واسعة تشمل إغلاق منازلهم بعد شكاوى كيدية، والاستيلاء عليها، ومصادرة ممتلكاتهم الثمينة وتشريد الكثير من العائلات، وفرض قيوداً صارمة تمنع حركتهم بين القرى، بعد تقييدها عبر شبكة من نقاط التفتيش الأمنية عند مداخل ومخارج كل قرية روهنجية.
وأطلقت ميليشيات أراكان حملة عسكرية في نوفمبر 2023 ضد جيش ميانمار للسيطرة على الولاية، وتمكنت من السيطرة على 14 من أصل 17 مدينة، وهو الصراع الذي طالت نيرانه الروهينجا الذين تعرضوا للعنف والتهجير القسري والاضطهاد من كلا الجانبين، بعدما تعرضوا أيضاً لحملة “إبادة جماعية” من قبل جيش ميانمار عام 2017 دفعت قرابة مليون منهم للفرار نحو بنغلادش.

