وكالة أنباء أراكان
قُتل وأُصيب العشرات من الروهينجا، واحترقت مئات المنازل في قرية “دابيو تشاونغ” بمدينة “بوثيدونغ” في ولاية أراكان غربي ميانمار، جراء قصف نفّذته ميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان) بطائرات مسيّرة في 27 أبريل 2024، وفقاً لشهادات محلية.
وأفاد سكان محليون، لـ”مونغدو ديلي نيوز”، بأن القصف استهدف القرية بشكل مباشر، ما أدى إلى احتراق القرية بالكامل، وإصابة ما لا يقل عن 25 شخصاً، وتدمير نحو 442 منزلاً، في حين فرّ مئات السكان إلى الغابات المجاورة بحثاً عن الأمان.
وأوضح شهود أن عناصر من ميليشيات أراكان نهبوا ممتلكات الأهالي، من سيارات ودراجات نارية ومواد غذائية، قبل تنفيذ القصف، ثم سوّوا المباني المتبقية بالأرض باستخدام جرافات.
وقال أحد الناجين الفارين من القرية: “لا نعرف إن كانت هذه حرباً ضد جيش ميانمار أم حملة لتصفية الروهينجا”، وأشار آخر إلى أن الحياة توقفت تماماً، فلا مأوى ولا طعام ولا تعليم للأطفال.
وكانت القرية تؤوي أكثر من 2600 شخص، و لم يبقَ منها سوى منزل واحد يُستخدم حالياً كمعسكر لميليشيات أراكان، بحسب ما أفاد شهود من المنطقة.
ويرى بعض السكان أن الهجوم جاء بعد انسحاب قوات جيش ميانمار من المنطقة، ما يثير شكوكاً حول تواطؤ غير مباشر أو تغاضٍ متعمّد من قبل السلطات عن ممارسات ميليشيات أراكان ضد المدنيين.
وطالب السكان، المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف ما وصفوه بـ”الأعمال الإرهابية” ضد الروهينجا، داعين إلى حماية أرواح المدنيين وإعادة الأمن إلى المنطقة.
ويعاني الروهينجا تحت حكم جيش أراكان من انتهاكات واسعة تشمل إغلاق منازلهم بعد شكاوى كيدية، والاستيلاء عليها، ومصادرة ممتلكاتهم الثمينة وتشريد الكثير من العائلات، وفرض قيوداً صارمة تمنع حركتهم بين القرى، بعد تقييدها عبر شبكة من نقاط التفتيش الأمنية عند مداخل ومخارج كل قرية روهنجية.
وأطلقت ميليشيات أراكان حملة عسكرية في نوفمبر 2023 ضد جيش ميانمار للسيطرة على الولاية، وتمكنت من السيطرة على 14 من أصل 17 مدينة، وهو الصراع الذي طالت نيرانه الروهينجا الذين تعرضوا للعنف والتهجير القسري والاضطهاد من كلا الجانبين، بعدما تعرضوا أيضاً لحملة “إبادة جماعية” من قبل جيش ميانمار عام 2017 دفعت قرابة مليون منهم للفرار نحو بنغلادش.
