وكالة أنباء أراكان | خاص
أفادت مصادر محلية في ولاية أراكان غربي ميانمار، الأحد، بأن جيش أراكان (الانفصالي) منع الروهينجا من العودة إلى منازلهم في وسط مدينة “بوثيدونغ”، التي نزحوا منها جراء القتال والعنف ضدهم، وأخبرهم أنهم سيعيشون بدلاً عن ذلك في مخيمات يخطط لبنائها لهم.
وقال مراسل وكالة أنباء أراكان إن القرارات تمس الكثير من الروهينجا ممن أحرقت منازلهم في “بوثيدونغ” ويريدون العودة لبنائها، أو من لا تزال منازلهم قائمة في المدينة التي كانت تؤوي الآلاف من الروهينجا قبل تدميرها واضطرارهم للنزوح منها.
وأوضح المراسل أن جيش أراكان أحرق قرابة 98% من منازل الروهينجا في المدينة قبل ستة أشهر، وأنه يوجد عدد من المنازل التي لم يتم إحراقها في الجناحين رقم 1 و4 في “بوثيدونغ” ولكن قادة جيش أراكان منعوا سكانها أيضاً من العودة إليها وأخبروهم ألا يأملوا في العودة وأن يستعدوا للحياة في المخيمات.
كما تابع المراسل أن وسط مدينة”بوثيدونغ” الذي بات خالياً من الروهينجا تحول حالياً إلى مقر لجيش أراكان الذي بنى هناك سجناً للمحتجزين من الروهينجا ومستشفى يخدم الجنود والبوذيين فقط، قائلاً إنه لا يسمح للروهينجا بالعلاج في المستشفى مهما بلغت خطورة حالتهم، وأن المحتجزين منهم يموتون بسبب نقص الغذاء والرعاية الطبية.
وفي 20 من ديسمبر الماضي، أقدم جيش أراكان على حرق أكثر من 400 منزلاً للروهينجا في “بوثيدونغ” ونهبها ومنع أصحابها من العودة إليها، وكان وسط مدينة “بوثيدونغ” موطناً لعدد كبير من الروهينجا يعيشون في ثمانية أجنحة قبل أن تتحول المدينة بأكملها إلى أنقاض، ولا يزال هناك الآلاف من الروهينجا بلا مأوى وغير قادرين على العودة إلى ديارهم أو إعادة بناء حياتهم بعدما قيد جيش أراكان تحركاتهم.
وفي نهاية ديسمبر، أخبر قادة جيش أراكان الروهينجا في مدينة “مونغدو” أنه لا عودة لمنازلهم في المدينة وأنهم مخيرون بين النزوح أو العيش في أرض خاوية خصصها لهم أو مغادرة ميانمار كلياً، كما أمهل أعداداً أخرى منهم حتى 15 من يناير الجاري لمغادرة منازلهم في المدينة، واستبعد الروهينجا من عملية إعادة السكان النازحين إلى منازلهم في المدينة وسمح فقط للسكان من الهندوس وعرق “راخين” بالعودة.
ويرى نشطاء ومراقبون أن ممارسات جيش أراكان ضد الروهينجا قد ترقى إلى كونها جهود ممنهجة لدفع سكان الروهينجا خارج ولاية أراكان بشكل كامل ومحو وجودهم فيها.
وأطلق جيش أراكان حملة عسكرية في نوفمبر 2023 ضد جيش ميانمار للسيطرة على الولاية، وتمكن بالفعل من السيطرة على مساحات واسعة كنتيجة للصراع الذي طالت نيرانه الروهينجا حيث تعرضوا للعنف والتهجير القسري والاضطهاد والتجنيد القسري من كلا الجانبين، بعدما تعرضوا أيضاً لحملة “إبادة جماعية” من قبل جيش ميانمار منذ عام 2017 دفعت قرابة مليون منهم للفرار نحو بنغلادش.