جيش أراكان يحوّل مسجداً للروهينجا إلى مقر عسكري في انتهاك لاتفاقيات جنيف

أحد مساجد الروهينجا في بوثيدونغ قبل حرقه على يد جيش أراكان في 17 مايو 2025 (صورة: ANA)
شارك

وكالة أنباء أراكان | خاص

أفادت مصادر محلية في مدينة بوثيدونغ بولاية أراكان غربي ميانمار، بأن جيش أراكان حوّل مسجداً في قرية “أو هلا فاي” إلى مكتب عسكري، مع وجود مركز احتجاز صغير بداخله.

وذكرت لـ”وكالة أنباء أراكان”، أن الضابط الإقليمي التابع لجيش أراكان يعمل من داخل المسجد بشكل دائم، في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.

وفي سياق متصل، أصدرت “مختبرات الروهينجا” بياناً بتاريخ 29 يونيو، أفادت فيه بأن جيش أراكان استولى على 4 مساجد أخرى في قرية “روت نيو تاونغ” التابعة للمنطقة ذاتها، ويستخدمها حالياً كمراكز لتجنيد المجندين الجدد.

وقال مدير مختبرات الروهينجا “محمد سليم”، إن ما يحدث يمثل تدنيساً متعمداً للمقدسات مع ورود تقارير عن وجود رجال ونساء بداخلها وشربهم الكحول وإقامة الحفلات.

وأضاف أن المساجد لدى الروهينجا تُعتبر من أهم رموز الهوية والعبادة، وتكون غالباً أفضل حالاً من منازل السكان أنفسهم، وهو ما يزيد من خطورة تحويلها إلى منشآت عسكرية.

وأوضح أن هذه الممارسات تشكل خرقاً صارخاً لاتفاقيات جنيف لعام 1949 والبروتوكول الإضافي الأول لعام 1977 (المادة 53)، إضافة إلى اتفاقية لاهاي لعام 1954 لحماية الممتلكات الثقافية، التي تحظر استخدام المباني الدينية لأغراض عسكرية أو استغلالها في النزاعات المسلحة.

يشار إلى أن المسجد المستهدف يقع في الحي الثالث من مدينة بوثيدونغ، وقد تم حرقه لاحقاً من قِبل جيش أراكان.

وفي وقت سابق، استخدم جيش أراكان 4 مساجد مهجورة، كانت مخصصة سابقاً للعبادة لدى المسلمين الروهينجا، كمراكز لتجنيد مقاتلين جدد بقرية “روت نيو تاونغ” في مدينة بوثيدونغ.

ويعاني الروهينجا تحت حكم جيش أراكان من انتهاكات واسعة تشمل إغلاق منازلهم بعد شكاوى كيدية، والاستيلاء عليها، ومصادرة ممتلكاتهم الثمينة وتشريد الكثير من العائلات، وفرض قيوداً صارمة تمنع حركتهم بين القرى، بعد تقييدها عبر شبكة من نقاط التفتيش الأمنية عند مداخل ومخارج كل قرية روهنجية.

وأطلق جيش أراكان حملة عسكرية في نوفمبر 2023 ضد جيش ميانمار للسيطرة على الولاية، وتمكن من السيطرة على 14 من أصل 17 مدينة، وهو الصراع الذي طالت نيرانه الروهينجا الذين تعرضوا للعنف والتهجير القسري والاضطهاد من كلا الجانبين، بعدما تعرضوا أيضاً لحملة “إبادة جماعية” من قبل جيش ميانمار عام 2017 دفعت قرابة مليون منهم للفرار نحو بنغلادش.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.