وكالة أنباء أراكان
واجه أصحاب المتاجر من الروهينجا في مدينة مونغدو بولاية أراكان غربي ميانمار، تهديدات من شخصية راخينية نافذة، عندما حاولوا إعادة فتح المتاجر الخاصة بهم عقب عودتهم من النزوح.
وهدد “يو هتون آي ثين”، مالك متجر “نوارات” للذهب ورئيس رابطة تجار الذهب في مونغدو، باستخدام نفوذه لمنع التجار الروهينجا من إعادة فتح متاجر الذهب أو أي أنشطة ذات قيمة عالية في المناطق التجارية الحيوية، حسبما أفاد تجار روهينجا لموقع “روهينجا خبر”.
وقال أحد التجار: “جاء إلينا وقال إذا فتحتم متاجركم دون الرجوع إليّ، سأبلغ القائد العسكري في المنطقة وأتهمكم بالتعاون مع جيش تحرير الروهينجا في أراكان، وسأجعلهم يعتقلونكم جميعاً”.
وأضاف تاجر ثان: “قال لنا إنه يجب أن نلزم الصمت ونترك المواقع الجيدة لتجار الراخين”، واستكمل ثالث: “رغم أن المدينة باتت تحت إدارة جديدة، لا يزال أمثال هؤلاء يستخدمون نفوذهم لإسكاتنا”.
وأكد التجار الروهينجا، أن “يو هتون آي ثين”، ينظم مجموعات تتحكم في المتاجر التي يُسمح لها بإعادة فتح أبوابها، ويحتفظ بالمواقع التجارية المميزة لتجار “الراخين” فقط مع استبعاد الروهينجا عمداً من الوصول إلى تلك المواقع.
وأشار أفراد المجتمع إلى أن التهديدات لا تطال متاجر الذهب فقط، بل تشمل قطاعات أخرى مثل البقالة والملابس وإكسسوارات الهواتف، وطُلب من بعض التجار الروهينجا عدم فتح متاجرهم على الإطلاق بالقرب من السوق الرئيسية.
وطالب العديد من سكان الروهينجا، جيش أراكان بالتحقيق وضمان عدم استخدام أي فرد أو جماعة للتهديدات أو التحيّز العرقي لقمع الآخرين الذين يحاولون التعافي اقتصادياً.
ورغم عدم صدور أي أمر رسمي من جيش أراكان (الانفصالي) بشأن تقييد أنشطة الروهينجا التجارية، يهدد رجل الأعمال الراخيني باستخدام سلطته غير الرسمية وعلاقاته المحلية لفرض أجندته الخاصة.
وكانت معظم متاجر الروهينجا في مونغدو قد دُمّرت أو نُهبت أو أُغلِقت قسراً خلال موجات العنف والنزوح السابقة، وفي الأسابيع الأخيرة، بدأ بعض العائدين في محاولة إعادة بناء حياتهم المعيشية تحت إدارة جيش أراكان، لكن هذه التهديدات أعادت إليهم مخاوف الماضي.
وشهدت منازل الروهينجا العائدين من النزوح إلى مونغدو، عمليات سلب ممنهجة على يد مجموعات من “الراخين” وبدعم من جيش أراكان، وذلك في أعقاب العودة إليها بعد 9 أشهر تقريباً من النزوح القسري.
ومنذ سيطرة جيش أراكان على مدينة مونغدو، في 8 ديسمبر 2024، استولى على منازل الروهينجا، وشرّد الكثير من العائلات ليواجهوا ظروفاً معيشية قاسية بعد تهجيرهم قسرياً، وشرع في تقييد حركتهم عبر شبكة من نقاط التفتيش الأمنية عند مداخل ومخارج كل قرية روهنجية، وفرض الإتاوات وأجبرهم على جمع إمدادات الطعام والمؤن لجنوده، كما ساعد عائلات من عرقية الراخين وصلت مؤخراً من بنغلادش على توطينهم بقرى الروهينجا.