وكالة أنباء أراكان
قال سكان وشهود عيان إن ممتلكات ومتاجر الروهينجا في مدينة بوثيدونغ بولاية أراكان، انتقلت إلى بوذيين راخينيين بعد سيطرة ميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان) على المدينة، الأمر الذي أثار مخاوف من فقدان هذه الأقلية ممتلكاتها بشكل دائم.
وأوضح الشهود، أن عدداً من البوذيين المحليين استحوذوا على العقارات بدعم من ميليشيات أراكان، فيما مُنع أصحابها الأصليون من المطالبة بها.
ونقل أحد أقارب عائلة روهنجية نازحة قوله: “عندما أخبرتهم أن المتجر يعود لأقاربي، قالوا الآن أصبح ملكنا، لقد حصلنا عليه بعد انتصارنا في المعركة”.
وكانت ميليشيات أراكان قد شنت هجوماً واسعاً على القوات العسكرية في ميانمار، انتهى بسيطرته على بوثيدونغ في 18 مايو الماضي، ووفق روايات السكان، أُحرقت البلدة بأكملها ليلة الاستيلاء، ما دفع آلاف الروهينجا إلى الفرار نحو يانغون وماليزيا وبنغلادش.
وبينما دُمرت غالبية منازل ومتاجر الروهينجا في الحرائق، ظل عدد قليل من المباني قائماً، لكنها خضعت لاحقاً لسيطرة بوذيين راخينيين بالتعاون مع الميليشيات أراكان.
وتشير تقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) إلى أن أكثر من 100 ألف من الروهينجا نزحوا إلى بنغلادش عقب أحداث مايو، فيما عبّرت عائلات فقدت منازلها عن خشيتها من عدم تمكنها من استعادة ممتلكاتها.
ويعاني الروهينجا تحت حكم جيش أراكان من انتهاكات واسعة تشمل إغلاق منازلهم بعد شكاوى كيدية، والاستيلاء عليها، ومصادرة ممتلكاتهم الثمينة وتشريد الكثير من العائلات، وفرض قيوداً صارمة تمنع حركتهم بين القرى، بعد تقييدها عبر شبكة من نقاط التفتيش الأمنية عند مداخل ومخارج كل قرية روهنجية.
وأطلقت ميليشيات أراكان حملة عسكرية في نوفمبر 2023 ضد جيش ميانمار للسيطرة على الولاية، وتمكنت من السيطرة على 14 من أصل 17 مدينة، وهو الصراع الذي طالت نيرانه الروهينجا الذين تعرضوا للعنف والتهجير القسري والاضطهاد من كلا الجانبين، بعدما تعرضوا أيضاً لحملة “إبادة جماعية” من قبل جيش ميانمار عام 2017 دفعت قرابة مليون منهم للفرار نحو بنغلادش.