وكالة أنباء أراكان | خاص
قالت مصادر محلية بمدينة بوثيدونغ بولاية أراكان غربي ميانمار، إن ميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان) اعتقلت خلال الأسابيع الأخيرة عشرات المزارعين من الروهينجا، ما أثار مخاوف متزايدة بين السكان.
وذكر الأهالي، أن ما لا يقل عن عشرة رجال من قرية “هفون نيو ليك” والقرى المجاورة جرى اقتيادهم من منازلهم وحقولهم دون إبداء أسباب، فيما لم يُسمح لهم بالتواصل مع ذويهم ولا يزال مكان احتجازهم مجهولاً.
وقال أحد القرويين لـ”وكالة أنباء أراكان”: “لا نستطيع العمل ولا السفر، والآن جيراننا يختفون، الناس يخشون الخروج من بيوتهم ولا يعرفون من سيكون التالي”.
تأتي هذه الاعتقالات في ظل حظر تجوال مشدد وقيود على حرية التنقل وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وهو ما أجبر العديد من العائلات على تقليل وجباتها أو الاستدانة من الجيران للبقاء على قيد الحياة.
وكانت منظمات حقوقية قد أدانت سابقاً مثل هذه الممارسات من قبل ميليشيات أراكان، مؤكدة أنها تعكس أنماطاً من الاعتقال التعسفي وترويع المجتمع الروهنجي.
ويحذر السكان من أن استمرار الاعتقالات التعسفية دون تدخل عاجل قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة في بوثيدونغ، ويدفع مزيداً من العائلات نحو النزوح أو مواجهة معاناة إنسانية أعمق.
ويعاني الروهينجا تحت حكم جيش أراكان من انتهاكات واسعة تشمل إغلاق منازلهم بعد شكاوى كيدية، والاستيلاء عليها، ومصادرة ممتلكاتهم الثمينة وتشريد الكثير من العائلات، وفرض قيوداً صارمة تمنع حركتهم بين القرى، بعد تقييدها عبر شبكة من نقاط التفتيش الأمنية عند مداخل ومخارج كل قرية روهنجية.
وأطلقت ميليشيات أراكان حملة عسكرية في نوفمبر 2023 ضد جيش ميانمار للسيطرة على الولاية، وتمكنت من السيطرة على 14 من أصل 17 مدينة، وهو الصراع الذي طالت نيرانه الروهينجا الذين تعرضوا للعنف والتهجير القسري والاضطهاد من كلا الجانبين، بعدما تعرضوا أيضاً لحملة “إبادة جماعية” من قبل جيش ميانمار عام 2017 دفعت قرابة مليون منهم للفرار نحو بنغلادش.