وكالة أنباء أراكان | خاص
أفرجت ميليشيا أراكان البوذية (جيش أراكان)، في 25 سبتمبر، عن 21 روهنجياً بينهم أطفال، بعد أشهر من التعذيب الوحشي الذي خلّف إصابات حرجة وسوء تغذية شديد، فيما قُتل طفل (10 أعوام) ورجل (50 عاماً) أثناء محاولتهما الفرار خلال نقل المجموعة إلى مركز الاحتجاز.
وقالت مصادر محلية، إن الضحايا البالغ عددهم 23 شخصاً من قرية بارون تشاونغ بمدينة بوثيدونغ، خُطفوا في 12 مايو الماضي أثناء جمعهم الخيزران من غابة قريبة، ثم أُجبروا على السير إلى مركز احتجاز في مانغدو.
وأفاد الناجون بأن عناصر الميليشيات أطلقوا النار على الضحيتين أثناء توقفهم للراحة، وقُتل الطفل فوراً فيما أصيب الرجل بجروح قاتلة.
ووصف المفرج عنهم ما تعرضوا له في الاحتجاز بأنه “تعذيب وحشي”، شمل اقتلاع الأظافر، وحرق الجلد، والضرب المبرح، والتجويع، ما جعل بعض الأطفال في حالة حرجة نُقلوا إثرها إلى المستشفى.
وقال أحد مسؤولي القرية المحليين لـ”وكالة أنباء أراكان”: “لم أتعرف عليهم حين وقَفوا أمامي بعد الإفراج عنهم، عظام صدورهم بارزة وكأنهم جاعوا أياماً، وبعض الأطفال في حالة حرجة ونُقلوا للمستشفى”، مؤكداً أن المفرج عنهم ما زالوا يعانون من آثار التعذيب.
وبعد يومين من الإفراج، فرّ اثنان من الناجين، هما إيسوب (40 عاماً) وطاهر (35 عاماً)، مع أسرتهما إلى بنغلادش، محذّرين من استحالة العيش تحت اضطهاد ميليشيات أراكان.
ويعاني الروهينجا تحت حكم جيش أراكان من انتهاكات واسعة تشمل إغلاق منازلهم بعد شكاوى كيدية، والاستيلاء عليها، ومصادرة ممتلكاتهم الثمينة وتشريد الكثير من العائلات، وفرض قيوداً صارمة تمنع حركتهم بين القرى، بعد تقييدها عبر شبكة من نقاط التفتيش الأمنية عند مداخل ومخارج كل قرية روهنجية.
وأطلقت ميليشيات أراكان حملة عسكرية في نوفمبر 2023 ضد جيش ميانمار للسيطرة على الولاية، وتمكنت من السيطرة على 14 من أصل 17 مدينة، وهو الصراع الذي طالت نيرانه الروهينجا الذين تعرضوا للعنف والتهجير القسري والاضطهاد من كلا الجانبين، بعدما تعرضوا أيضاً لحملة “إبادة جماعية” من قبل جيش ميانمار عام 2017 دفعت قرابة مليون منهم للفرار نحو بنغلادش.