وكالة أنباء أراكان | خاص
وسط ظروف اللجوء القاسية بمخيمات الروهينجا في بنغلادش، برزت قصة الشاب “محمد طيوب” باعتبارها نموذجاً فريداً يجمع بين الموهبة والإصرار والأمل، بعدما نجح في ابتكار روبوتات صغيرة.
هذا الشاب الذي ينحدر من منطقة بوثيداون توينشيب (باتاغا) في ولاية أراكان بميانمار، فرّ مع أسرته من الاضطهاد والعنف الذي تعرّض له الروهينجا، ليستقر في مخيم 1، وهناك وسط الملاجئ المكتظة ومحدودية الفرص، قرر أن يحوّل معاناته إلى طاقة خلاقة.
رغم افتقاره للتعليم الرسمي في الهندسة أو الروبوتات، لكنه منذ صغره كان مفتوناً بالآلات وكيفية عملها، وبإصرار لافت بدأ في جمع قطع مكسورة وأسلاك قديمة وأجزاء مهملة من أجهزة تالفة ليحوّلها إلى نماذج مبتكرة، وتمكن بالفعل من صناعة روبوتات صغيرة ونموذج حفارة ميكانيكية.
يقول “طيوب” لـ”وكالة أنباء أراكان”: “كان الأمر صعباً جداً لأنني لم أتمكن من الحصول على المواد اللازمة، لكنني استخدمت كل ما أستطيع إيجاده، حتى الأشياء المكسورة حاولت أن أعطيها حياة جديدة”.
مثّلت إبداعاته رسالة أمل لجيل كامل من الشباب الروهينجا الذين يعيشون في فراغ قاسٍ بسبب قلة التعليم وغياب الأنشطة، فقد ألهمت أعماله آخرين للاقتراب منه وتعلم أساسيات التعامل مع التكنولوجيا، ليصبح بذلك مصدر إلهام داخل مجتمعه.
إلى جانب ابتكاراته، عمل طيوب أيضاً كعامل حفارة داخل المخيم، ما يعكس قدرته على المزج بين المهارة العملية والخيال الإبداعي في خدمة نفسه ومحيطه، ويُجمع سكان المخيم على أنه نموذج للمثابرة، إذ استطاع أن يبرهن أن الأحلام لا تُمحى حتى في أقسى الظروف.
وتمثل قصة “طيوب” انعكاساً للإمكانات غير المستغلة داخل مجتمع الروهينجا، الذي عانى لعقود من الحرمان من التعليم والحقوق الأساسية، فهي تذكير بأن هؤلاء ليسوا مجرد ضحايا للاضطهاد والتهجير، بل حاملو طاقات كامنة يمكن أن تُسهم في المعرفة والتكنولوجيا والمجتمع إذا ما أُتيحت لهم الفرصة.
ويختتم “طيوب” رسالته للعالم قائلاً: “رغم أنني أعيش في مخيم للاجئين، أريد أن أثبت أننا نحن الروهينجا نملك المعرفة والمهارات والإبداع، إذا أُعطينا الفرصة يمكننا أن نحقق أشياء عظيمة”.