وكالة أنباء أراكان
في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها الروهينجا في مخيماتهم، يبرز دور التعليم كأداة أساسية لبناء مستقبل أفضل، ولكن مع إغلاق مراكز التعليم المدعومة من “يونيسف”، فقد آلاف الأطفال الروهينجا فرصة التعلم.
ورغم ذلك يصر جيل من الشباب الروهنجي على التحصيل العلمي بمواجهة التحديات والسعى لإيجاد طرق بديلة لمواصلة تعليمهم، محولين منازلهم إلى “مدارس أمل” في مشهد يبرز قوة الإرادة لديهم على تحقيق أهدافهم التعليمية مهما كانت الصعوبات.
وفي قلب أكبر مخيم للاجئين في العالم بمنطقة كوكس بازار، تتجسد هذه الروح في قصص فردية ملهمة، حيث يجلس شاب روهنجي متربعاً على ساقيه في ملجأه المتواضع المصنوع من الخيزران وسط إضاءة خافتة، رافعاً راية التحدي ومتفانياً في الدراسة.
هذا الشاب، ومعه آلاف آخرون، فقدوا المساحة الآمنة الوحيدة التي كانت توفر لهم فرصة التعلم والحلم بمستقبل خارج أسوار المخيم، وذلك بعد إغلاق “يونيسف” مراكز التعليم، بالتزامن مع أزمة التمويل.
لكن هذا الشاب رفض الاستسلام، وحوّل ملجأه الضيق إلى مدرسة، لتصبح كل صفحة يقلبها بمثابة مقاومة هادئة ورفض لسرقة مستقبله بسبب النزاع أو الإهمال، بينما يتوهج تصميمه أكثر من الظلال التي تلقيها حالة عدم اليقين المتزايدة في المخيم.
هذا الشاب لا يدرس من أجل نفسه فقط، بل لجيل كامل حُرم من التعليم الرسمي، فكل كلمة يقرأها، وكل ملاحظة يخطها، هي احتجاج صامت ونداء ملح للانتباه العالمي إلى محنة الروهينجا.
بالنسبة له ولكثيرين مثله، التعليم ليس مجرد امتياز، بل شريان حياة يربطهم بالأمل في غد أفضل ويمنحهم فرصة لبناء مستقبلهم ومستقبل مجتمعهم.
وسبق أن أعلن قطاع التعليم في كوكس بازار، الذي يضم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” ومنظمة “أنقذوا الأطفال”، إغلاق مرافق التعليم داخل مخيمات اللاجئين الروهينجا، اعتباراً من 3 يونيو، تزامناً مع أزمة نقص التمويل، فيما جاء القرار في أعقاب احتجاجات كبيرة شهدتها المخيمات، عقب فصل مفاجئ لأكثر من 1200 معلم، بسبب نقص التمويل.
وكانت “يونيسف” قد حذرت من أن تعليم أكثر من 230 ألف طفل روهنجي في بنغلادش بات مهدداً بشكل كبير جراء أزمة نقص التمويل المزمنة والمتفاقمة، والتي قد تجبر المنظمة على التخلي عن بعض المعلمين وإغلاق عدد من مقراتها التعليمية.