منسقة «الدفاع عن مسلمي ميانمار»: نخشى تعرض الروهنغيا لإبادة جماعية

شارك

وكالة أنباء أراكان ANA | المصري اليوم

في فبراير الماضي، اتهمت الأمم المتحدة، القوات الحكومية في ميانمار بارتكاب انتهاكات وصفتها بالجسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك القتل الجماعي والاغتصاب تحت تهديد السلاح، والضرب المبرح، وقتل الأطفال، ضد مسلمي أقلية الروهنغيا، غربي البلاد، وتصنفهم المنظمة الدولية باعتبارهم أقلية دينية ولغوية الأكثر تعرضا للاضطهاد في العالم في الوقت الراهن.
وأشارت الأمم المتحدة آنذاك، إلى أنها وثقت أدلة قوية، وجمعت نحو 200 شهادة من اللاجئين ممن فروا من ميانمار إلى بنغلاديش تشير إلى الفظائع التي ترتكب على يد القوات الحكومية ضد مسلمي الروهنغيا، وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، فر أكثر من 120 ألفا من الروهنغيا إلى دول أخرى، بحسب وكالة الأمم المتحدة للاجئين.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 65 ألفا منهم فروا إلى بنغلاديش وحدها، فيما حذرت العديد من المنظمات الحقوقية الدولية من مخاطر تعرض الروهنغيا إلى إبادة جماعية.
«المصري اليوم» التقت المحامية الدولية ومنسقة الحملة الدولية للدفاع عن مسلمي الروهنغيا، أندريا جيتلمان، مدير برنامج مكافحة الإبادة الجماعية في مركز سيمون سكودت بمتحف ذكرى الهولوكوست، بالعاصمة الأمريكية واشنطن، والتي عادت لتوها من زيارات ميدانية من «ميانمار وبنغلاديش»، حيث مازال الآلاف من مسلمي الروهنغيا عالقين على الحدود بين البلدين.
وقالت « جيتلمان» إن الجيش الميانماري متورط في جرائم ضد مدنيي الروهنغيا، لافتة إلى رصد العديد من الدلائل وتوثيق الشهادات التي تؤكد أن قوات الجيش متورطة في جرائم قتل وتعذيب واغتصاب وحرق ضد أقلية الروهنغيا في إقليم أراكان غرب البلاد، معربة عن خشيتها من مواجهة الروهنغيا خطر الإبادة الجماعية.. وإلى نص الحوار:
■ في البداية من هم الروهنغيا؟
– الروهنغيا طائفة عرقية مسلمة مستقلة تعيش بصفة رئيسية في ميانمار، ويسود اعتقاد بأنهم أسلاف تجار مسلمين استقروا في المنطقة منذ قرابة 1000 عام، وتنتشر الروهنغيا في بنغلاديش والسعودية وباكستان أيضاً، وتعد إحدى الأقليات الرئيسية في ميانمار بعد البوذية التي تدين بها غالبية البلاد، وفي ميانمار لا يعترف بهم كمواطنين وليس لديهم أوراق ثبوتية، وتشير التقديرات إلى أن عددهم يُقدر بمليون نسمة من أصل 53 مليون نسمة ويرتكزون في إقليم أراكان الفقير غربي البلاد.
■ متى قمت بزيارة ميانمار؟
– سافر فريق من مركز سيمون – سكودت لمكافحة خطر الإبادة الجماعية بمتحف ذكرى الهولوكوست، إلى ميانمار في سبتمبر وأكتوبر 2016، لتوثيق الجرائم وجمع الأدلة، وسافرت إلى حدود بنغلاديش وميانمار في يناير الماضي للتحدث مع لاجئين من الروهنغيا وتسجيل شهادات الناجين الذين فروا من بطش القوات الحكومية في ولاية أراكان وهم مازالوا عالقين يبحثون عن المساعدة.
■ هل يمكن لك من خلال مشاهداتك أن تصفي ما يحدث حقا في ميانمار؟
– قابلنا الناجين الذين عبروا من ولاية أراكان، غرب ميانمار إلى بنغلاديش، بعد وقت قصير من غزو الجيش الميانماري قراهم، وأخبرونا قصصا مروعة عن كيفية وصول القوات العسكرية وقوات الأمن الأخرى إلى قراهم، لقتل الجميع بدون جريرة، واغتصاب النساء علنا، وإشعال النار في المنازل.
كما أخبرنا الناجون أيضاً بتفاصيل مروعة عن هروبهم من قراهم والرحلة الصعبة إلى بنغلاديش للنجاة بحياتهم، حيث لا يزالون يخشون على سلامتهم الشخصية ويتساءلون في الوقت ذاته عن مستقبلهم وعما إذا كانوا سيعودون إلى ديارهم أم لا.
■ كيف نشأت الأزمة وما الذى فاقم الصراع الديني في ميانمار؟
– هناك العديد من القوانين والسياسات التي تستهدف اضطهاد الروهنغيا برعاية الدولة، مثل قانون الجنسية 1982 الذى يجعل الروهنغيا عديمي الجنسية. فلا يدرجهم دستور ميانمار ضمن جماعات السكان الأصليين الذين من حقهم الحصول على المواطنة، كما يوجد العديد من القوانين والسياسات التي تستهدف التضييق ومحاصرة الحياة اليومية للروهنغيا، ما يجعل من الصعب عليهم السفر أو الوصول إلى الرعاية الصحية أو التعليم وباقي الخدمات الأساسية، وهم يواجهون السخرة، وليس لديهم الحق في امتلاك الأراضي، وتُفرض عليهم قيود شديدة، والعديد من الأمور الأخرى.
■ مثل؟
– الحكومة في ميانمار مثلاً رسخت بقوانين أخرى سياسة الإفلات من العقاب لأولئك الذين يهاجمون مدنيي الروهنغيا، وخلق بيئة تسمح للعنف بالتفاقم ضدهم، وهم ما جعلهم يواجهون قمعا مفرطا بحيث يشعرون أنه لا خيار أمامهم سوى الرحيل.
■ في تقديرك هل ما يحدث ضد المسلمين في ميانمار يمكن أن يصل إلى حد الإبادة الجماعية؟
– وصف العديد من مسؤولي الأمم المتحدة العنف ضد الروهنغيا في ميانمار بأنه جرائم ضد الإنسانية، وهذه الجرائم تؤرق الضمير الدولي ويجب أن تشعل جهداً دوليا لدعم اتجاه دولي لتعزيز المساءلة ومنع الفظائع والجرائم ضدهم في المستقبل. وبالنظر إلى الأدلة المتاحة وشهادات الناجين، فإننا نخشى أن يواجه الروهنغيا خطر الإبادة الجماعية.
■ هل هناك أي دور لأى بلد عربي أو مسلم يحاول مساعدة المسلمين في ميانمار؟
– ندعو المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية بالانضمام إلى الحملة الدولية للضغط على الحكومة البورمية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في ولاية أراكان الشمالية، التي وصفها العديد من مسؤولي الأمم المتحدة بالجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، وكما تعرف أن الدعم الدولي ضروري لتوثيق الحقيقة حول ما حدث، ومحاسبة الجناة، ومنع وقوع جرائم أو انتهاكات في المستقبل.
وفي نهاية المطاف، يجب أن يأتي التغيير الحقيقي من حكومة وشعب ميانمار، ولكن يمكن للبلدان الأخرى أن تدعم التحقيقات اللازمة والتغييرات السياسية في البلاد التى من شأنها وقف العنف ضد الروهنغيا وغيرهم من المسلمين في ميانمار.
■ وما هو حل الأزمة في رأيك؟
– هناك العديد من الحلول على مستويين؛ الأول: المستوى الضروري على المدى القريب، وفيه يمكن الضغط على الجيش الميانماري ومطالبته بوقف حملاته العنيفة ضد المدنيين فوراً، فضلا عن الضغط على الحكومة البورمية لدعم التحقيقات الدولية، بما في ذلك قبول التعاون مع بعثة تقصى الحقائق التي أنشأها مؤخراً مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ودعم التدابير اللازمة لتقديم مرتكبي الجرائم ضد الروهنغيا إلى المحاكمات العادلة.
وثانيا على المدى البعيد أن يتم التعاون بين الحكومة البورمية والمجتمع الدولي لتفكيك القوانين والسياسات التي تستهدف الروهنغيا، بالإضافة إلى العمل مع قادة المجتمع المحلى للقضاء على الانقسامات بين البوذيين والمسلمين في ولاية أراكان وفي جميع أنحاء البلاد.
■ كيف يساعد مركز سيمون- سكودت بمتحف الهولوكوست على مواجهة خطر الإبادة الجماعية لمسلمي ميانمار؟
– المركز يوثق الفظائع الجماعية ضد الروهنغيا، ويعمل على رفع أصوات الضحايا ويضغط لمشاركة المجتمع الدولي على الحكومة البورمية لضمان مساءلة الجناة وسُبل الوقاية من الانتهاكات، فضلاً عن تسليط الضوء على ما يحدث في ولاية أراكان، وهى منطقة محظورة على المحققين والصحفيين، كما نعمل للضغط من أجل وضع حد للفظائع الجماعية والسياسات التي تسمح باستمرار هذه الأشكال المتطرفة من العنف في ميانمار والعالم أجمع.

شارك

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.