لاجئة روهنجية تطلق مؤسسة من قلب مخيمات بنغلادش لحماية وتمكين المرأة

لاكي كريم خلال زيارتها لمخيمات الروهينجا في بنغلادش (صورة: UNHCR)
لاكي كريم خلال زيارتها لمخيمات الروهينجا في بنغلادش (صورة: UNHCR)
شارك

وكالة أنباء أراكان

بدأت رحلة اللاجئة الروهنجية “لاكي كريم” كغيرها من فتيات الروهينجا ممن دفعتهن الإبادة الجماعية في ولاية أراكان غربي ميانمار عام 2017 للفرار إلى بنغلادش المجاورة للعيش في المخيمات، إلا أن تلك لم تكن نقطة النهاية لرحلتها لتمكين نساء مجتمعها والتي وصلت حتى الولايات المتحدة الأمريكية.

انطلقت رحلة “لاكي” في مجال المناصرة في مخيمات كوكس بازار للاجئين، بدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، بعدما قضت سنوات طفولتها تجمع الأموال عبر العمل لدى المنظمات الإنسانية من أجل الحصول على دروس في اللغة الإنجليزية والرياضيات، وبعملها كمترجمة وناشطة عملت على تحقيق التواصل بين لاجئي الروهينجا وعمال الإغاثة والصحفيين، حتى تمكنت لاحقاً من إنساء مؤسسة معنية بتمكين المرأة في المخيمات.

البداية

ولدت “لاكي” في ولاية أراكان غربي ميانمار واضطرت للفرار بعدما تعرض الروهينجا لحملة إبادة جماعية من قبل جيش ميانمار عام 2017، وكانت تبلغ من العمر حينها 14 عاماً فقط، تمكنت “لاكي” من عبور الجبال والنهر الفاصل بين ميانمار وبنغلادش في رحلة استمرت سبعة أيام قاسيات صحبة والدتها وأخويها الأصغر سناً، فيما كان والدها بين من احتجزهم جيش ميانمار ولم يتمكن من الهرب معهم.

وفي مخيمات “كوكس بازار” الأكبر حول العالم، ظلت “لاكي” عازمة على استكمال تعليمها، وقد فتح إصرارها الأبواب أمامها في عام 2019، عندما أصبحت أول فتاة في مخيمها تستطيع دخول الجامعة الآسيوية للنساء في بنغلادش، وانطلقت بعدها تطرق أبواب الأسر الروهنجية لحصهم على إرسال فتياتهم للحصول على التعليم.

ومنذ أعيد توطينها مع أسرتها بالولايات المتحدة الأمريكية في ديسمبر 2022 بجهود مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، استمرت لاكي في رحلة التعليم عبر الإنترنت استعداداً للتسجيل في إحدى الجامعات الأمريكية، إلا أن التزامها تجاه مجتمعها لا زال راسخاً، فقد باتت في مارس الماضي أول لاجئة تعود للمخيمات بعد إعادة توطينها في دولة أخرى، ما ساعدها في بناء شبكة من القيادات النسائية الناشئة لإحداث التغيير من الداخل.

وقالت إن “هيئة الأمم المتحدة للمرأة كانت أول منظمة آمنت بقيادتها ومنحتها مساحة آمنة وأدوات وفرصاً للمشاركة في الفعاليات والحوارات.”

 قيادة النساء

لاكي كريم خلال تقود جلسة مع النساء حول التحديات وتمكين المرأة في مخيمات بنغلادش (صورة: UN Women)
لاكي كريم خلال تقود جلسة مع النساء حول التحديات وتمكين المرأة في مخيمات بنغلادش (صورة: UN Women)

ولإيمان “لاكي” بأهمية وقوة قيادة النساء، أنشأت جمعية “نساء لاجئات من أجل السلم والعدالة” وهي أول منظمة غير هادفة للربح يقودها لاجئو الروهينجا في الولايات المتحدة وبنغلادش معاً، وتسعى المنظمة لوقف حالات العنف القائمة على النوع الاجتماعي، وزواج الأطفال إضافةً إلى تشجيع قيادة اللاجئات، كما يوفر المتطوعون في المنظمة فصول محو الأمية والتوعية القانونية والحقوقية لمساعدة النساء والفتيات للحصول على التعليم والخدمات.

وقد باتت لاكي في مرمى التهديدات من جماعات منظمة داخل المخيمات بسبب مبادراتها وجهودها من أجل حقوق المرأة، وقالت: “لم أعد أشعر بالأمان، لكنني لم أريد التوقف عن عملي”.

دعوة للتغيير

تدعو “لاكي” إلى إجراء تحسينات عاجلة في الظروف العيشية بالمخيمات، وإلى تنفيذ حلول طويلة الأمد كالعودة الآمنة والطوعية والكريمة إلى ميانمار، وأكدت قائلةً “نحن بحاجة إلى أمن أفضل، وتعليم رسمي للمراهقين، وسبل عيش أفضل للنساء والأسر، وبينما توفر بعض الأماكن تعليماً أساسياً للأطفال الصغار، لا يتوفر تعليم رسمي للفتيات المراهقات والشابات في المخيمات”.

وقالت حسبما نقل موقع هيئة الأمم المتحدة للمرأة “ينظر الناس إلى النساء والفتيات اللاجئات على أنهن عاجزات، لكنني دليل على قوتنا، وأقول لصانعي السياسات والمنظمات اعملوا مع اللاجئين، وليس فقط من أجلهم. امنحونا فرصة لنرى ما يمكننا أن نكون عليه، نحن أقوياء وقادرون وكل ما نحتاجه هو أن تفتحوا لنا الباب”.

ويعيش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في مخيمات منطقة “كوكس بازار” ببنغلادش، التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم، وذلك بعد فرارهم من ميانمار على مدار السنوات الماضية جراء حملة إبادة جماعية ممنهجة شنها جيش ميانمار ضدهم منذ عام 2017، فيما لا زالت موجات نزوح الروهينجا مستمرة جراء الصراع بين جيش ميانمار وجيش أراكان (الانفصالي).

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.