وكالة أنباء أراكان | خاص
مع تعدد المصاعب أمام حصول لاجئي الروهينجا في بنغلادش على تعليم جيد يوفر لهم حياة ومستقبل أفضل خارج المخيمات، تأتي محاولة شاب روهنجي لتوفير سبيل للتعليم للاجئي الروهينجا والتي ربما تمثل لهم نوراً في نهاية النفق.

أطلق الشاب الروهنجي ياسر عرفات بجهوده الذاتية منصة تعليمية تستهدف اللاجئين الروهينجا في مخيمات بنغلادش ممن يرغبون في الحصول على التعليم والانضمام للدورات التدريبية والإطلاع على الكتب، ورغم أن المحاولة لا زالت في بدايتها ويسعى الشاب لتطويرها باستمرار إلا أنها قد تشكل نواة لحركة تعليمية تدعم لاجئي الروهينجا.
وبدأ عرفات العمل على منصته “Skillvite” من الصفر وبشكل منفرد لسنوات حتى تمكن أخيراً في مايو الجاري من إطلاقها، ليقدم فيها مع شباب روهنجيين دورات تدريبية في مجالات مختلفة تشمل اللغة ومهارات التعامل مع الكمبيوتر وغيرها، إلى جانب توفير العديد من الخدمات التعليمية الأخرى.
بداية الرحلة
بدأ إدراك عرفات لحجم الأزمة التي يواجهها الروهينجا بسبب حرمانهم من التعليم بعد وصوله لمخيمات بنغلادش مع أسرته التي فرت مع مئات الآلاف الآخرين من ولاية أراكان غربي ميانمار جراء تعرضهم لأعمال الإبادة من قبل جيش البلاد في عام 2017، ليجد صعوبة بالغة لاستكمال التعليم الذي بدأه في ميانمار.

وتبلورت المصاعب بعدما عجز الشاب طوال ثلاث سنوات عن الحصول على فرصة للتعليم العالي، لذا بدأ البحث عبر الإنترنت حيث وجد بالفعل الكثير من المحتوى العلمي والدورات التدريبية إلا أن أي منها لم يكن باللغة الروهنجية وهو ما يمثل عائقاً كبيراً أمام أفراد مجتمعه.
وقال ياسر، لوكالة أنباء أراكان: “كانت كل الدورات باللغة الإنجليزية أو البنغالية فقط، ولم يكن أي منها باللغة الروهنجية، كان ذلك عائقاً كبيراً وأدركت حينها أن عدم إمكانية الحصول على التعليم بلغتنا الأم يمثل مشكلة عميقة”.
وتابع الشاب الروهنجي أن فكرة إنشاء المنصة ولدت من يقينه بأن نقص التعليم يدفع شباب الروهينجا لمسارات سلبية خطيرة، ومعرفته أن 90% تقريباً من الفتيات غير متعلمات، لذا أراد تغيير هذا الوضع بإطلاق المنصة بهدف تسهيل الوصول إلى التعليم لشباب ونساء وأطفال الروهينجا.
ماذا تقدم “Skillvite“؟
توفر المنصة التعليمية أربع خدمات رئيسية هي الدورات المسجلة، ومكتبة مجانية تضم أكثر من 600 كتاب، يتم زيادتها بانتظام، وتوفير قسم ملاحظات ملحق بكل دورة لمساعدة المتعلمين على الفهم بشكل أوضح، إضافةً إلى الجلسات التفاعلية التي توفر تجربة تعليمية أكثر عمقاً.

وتغطي الكتب مجالات عديدة منها تطوير الذات وإدارة الأعمال والمالية والعلوم والسيرة الذاتية وغيرها، وحرص الشاب على توفير مكتبة كتب رقمية بالمنصة لأن حوالي 90% من طلاب الروهينجا لا يقرأون إلا الكتب الأكاديمية، وإيماناً منه بالقيمة الكبيرة للقراءة وسعيه لتمكين الناس من القراءة في أي وقت وفي أي مكان.
وأوضح عرفات، لوكالة أنباء أراكان، أنه بدأ العمل على مشروعه كتطبيق في عام 2021، حيث تولى بنفسه كل شيء بدءاً من تصميم الجرافيك والتطوير والمحتوى، وقال إن “ذلك جعل تقدمه بطيئاً لكنه التزم بالاستمرار بينما واجه تحديات لا تحصى”.
وأضاف: “حاولت نشر التطبيق على متجر “Google Play” لكنهم طلبوا إثبات الجنسية والوثائق القانونية لكني لا أملكها، فاستعرت هوية أحد اصدقائي للتقديم لكن طلبي رُفض وفي النهاية حُظر نهائياً”.
واستمر عرفات في العمل يومياً لساعتين أو ثلاث لتطوير التطبيق حتى تمكن من إطلاقه رسمياً في 2 من مايو الجاري عبر موقعه الإلكتروني بسبب تعذر الوصول إلى متجر “Google Play”، وحتى الآن تم تحميل تطبيقه من قبل أكثر من 1500 شخص.

وقال إن “ردود الفعل كانت إبجابية للغاية، وإن الكثيرين يتواصلون معه ليعرفوا كيفية استخدام المنصة، كما أعرب عن سعادته بإطلاق مشروعه بهدف تعليم الروهينجا مهارات الحياة والتكنولوجيا والحصول على التعليم بسهولة”.
وأكد أن المنصة تعد شديدة الأهمية لكل من لا يستطيعون الحصول على التعليم خارج المخيمات، لكنه يؤكد مع ذلك وجود تحديات أخرى تتمثل في صعوبة الحصول على خدمات الإنترنت في المخيمات إذ تتوفر الخدمة بشكل محدود للغاية.