انتهاكات ميانمار تجبر مُعمِّرة روهنغيَّة على اللجوء إلى بنغلادش

شارك

وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات

أجبرت انتهاكات جيش ميانمار والميلشيات البوذية المتطرفة، المُعمِّرة الروهنغيَّة عظيمة خاتون (120 عامًا)، على اللجوء إلى مخيمات للاجئين في مدينة “كوكس بازار” في بنغلادش، كحال مئات الآلاف من مسلمي الروهنغيا.

وتمكن مراسلو الأناضول من الوصول إلى مخيم “بالوخالي” الذي لجأت إليه المعمِّرة الروهنغيَّة؛ والتقوا معها حيث تتلقى العلاج في المستشفى الميداني الذي أقامته إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) التابعة لرئاسة الوزراء التركية.

ويشرف أطباء المستشفى الميداني على حالة “خاتون” الصحية، ويقدمون لها العلاج المناسب، علّه يخفف عنها الآلام الناجمة عن تقدم العمر ومرارة اللجوء.

وترافق “عائشة” والدتها “عظيمة” في تنقلاتها وترحالها، بعد أن أنهكت السنون السيدة المعمّرة وأضعفت جسدها النحيل، فيما خطت سنوات العمر الطويلة أخاديداً على محيّاها وكلتا يديها.

عائشة تحدثت نيابةً عن خاتون التي خذلها صوتها وتركها وحيدة بعد رفقة عقودٍ طويلة، وقالت لمراسل الأناضول، إن العائلة لجأت من أراكان (غرب ميانمار) إلى بنغلادش قبل نحو 9 أشهر في رحلة شاقة محفوفة بالمخاطر استمرت 6 أيام.

وأضافت عائشة أن خاتون واجهت الكثير من المصاعب خلال رحلة اللجوء إلى بنغلادش، وأن العائلة أيضًا تحملت كافة الصعوبات في سبيل إيصال والدتها إلى بر الأمان.

وقالت عائشة، إن أفراد العائلة أجلسوا “عظيمة” على كرسي مثبت على قضيبين من الخيزران، وقاموا بحملها طوال طريق اللجوء.

وأضافت: “نحو خمسة أخوة، قتل اثنان منهما في ميانمار، فيما فقد اثنان حياتهما بعد وصولهما بنغلادش”.

وتابعت “بقينا أنا وأمي وحيدتين. نحن بخير في المخيم. نتضرع في كل صلاة إلى الله ليحمي تركيا التي لم تدّخر جهدًا في مد يد العون لنا”.

وكانت عظيمة خاتون، أثارت انتباه البرلمانيتين التركيتين عن حزب العدالة والتنمية، حسنية أردوغان، وعائشة دوغان، خلال زيارة سابقة لهما إلى مخيم “بالوخالي” للاجئي الروهنغيا في بنغلادش.

وأعربت حسنية أردوغان، خلال لقاء أجرته مع خاتون، عن تمنياتها القلبية لها بالشفاء، وقالت: “إن الشعب التركي يشعر بالفخر لأنك تتلقين العلاج في أحد المستشفيات الميدانية التي أقامتها تركيا في بنغلادش. كل ما نطمح إليه هو أن يشعر أهلنا الروهنغيا بالسعادة وأن ينعموا بالصحة”.

ومنذ 25 أغسطس/ آب الماضي، أطلق جيش ميانمار ومليشيات بوذية متطرفة موجة جديدة من الجرائم ضد أقلية الروهنغيا المسلمة، في إقليم أراكان (غرب).

وأسفرت الجرائم المستمرة، منذ ذلك الحين، عن مقتل آلاف من الروهنغيا، حسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلاً عن تهجير مئات الآلاف.

ومنذ عقود، تعتبر حكومة ميانمار المسلمين الروهنغيا “مهاجرين غير شرعيين” من بنغلادش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة “الأقلية الأكثر خضوعاً للاضطهاد في العالم”.

وحسب بيانات الأمم المتحدة، فقد فرّ 688 ألفًا من مسلمي أراكان إلى بنغلادش، منذ بداية الجرائم بحقهم في أغسطس، وحتى 27 يناير/ كانون الثاني الماضي. 

شارك

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.