نشطاء خلال المؤتمر الأممي: إبادة الروهينجا لم تنته في 2017 وما زالوا يستخدمون كدروع بشرية

مؤسس شبكة طلاب الروهينجا ماونغ سيد الله أثناء كلمته خلال المؤتمر رفيع المستوى بشأن أزمة الروهينجا (صورة: UN)
شارك

وكالة أنباء أراكان

شهد المؤتمر رفيع المستوى للأمم المتحدة حول أزمة الروهينجا، الثلاثاء، مداخلات مؤثرة لنشطاء من الروهينجا الذين قدّموا شهادات عن الانتهاكات الممنهجة والمعاناة المستمرة في ولاية أراكان غربي ميانمار، مؤكدين أنّ الإبادة الجماعية ضد الروهينجا لم تنتهِ عام 2017، وأنّهم ما زالوا يُستخدمون كدروع بشرية مع تصاعد العنف.

وقال مؤسس شبكة السلام لشباب أراكان “وفيق حسن”، إنه واجه شخصياً التمييز الممنهج في ميانمار، بما في ذلك حرمانه من التعليم العالي بسبب كونه من الروهينجا، موضحاً أنّه منذ انقلاب 2021 نزح 3.6 مليون شخص وأصبح 1.5 مليون لاجئ، فيما يحتاج 22 مليوناً إلى المساعدات الإنسانية.

وأكد أنّ الروهينجا ضحايا إبادة جماعية ممنهجة استمرت لعقود، لافتاً إلى أنّ القتال الأخير منذ عام 2023 بين جيش ميانمار وميليشيات أراكان البوذية فاقم معاناتهم، حيث تم قطع المساعدات عن نحو 200 ألف روهنجي محاصرين في مخيمات سيتوي وصودرت أراضيهم ومنازلهم وأصبحوا يعتمدون بالكامل على المساعدات الإنسانية.

وأشار إلى أنّه شاهد بنفسه التجنيد القسري لشباب وأطفال الروهينجا واستخدامهم كدروع بشرية في القتال بمدينة بوثيدونغ وراثيدونغ، حيث قُتل خلال أسبوع واحد 400 شخص على الأقل.

وأضاف أنّ القصف الجوي للمجلس العسكري باستخدام قنابل تزن 500 رطل أدى إلى مقتل 20 طالباً في كياوكتاو، كما ارتكبت الميليشيات انتهاكات شملت الاعتقال والتعذيب والتجنيد القسري.

وذكر أنّ مجزرة بوثيدونغ أودت بحياة 600 من الروهينجا، تلتها حملة حرق واسعة لمناطقهم ونزوح جماعي لحوالي 200 ألف شخص في يوم واحد.

وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة المرأة من أجل السلام والعدالة “لاكي كريم”، إنها كانت في الرابعة عشرة من عمرها عندما فرت مع عائلتها من ميانمار إلى بنغلادش عام 2017، وأصبحت مع مئات الآلاف من الروهينجا في مخيمات كوكس بازار المكتظة.

وأضافت: “جيل كامل ضاع، مثلي لم يحصل على التعليم منذ ثمان سنوات، وما زلنا نعتمد على المساعدات الغذائية للأمم المتحدة”.

وأعربت عن قلقها من تجنيد عدد من الشباب لدعم القتال ضد ميليشيات أراكان، مؤكدة أنّ الظروف القاسية دفعت الأطفال والنساء للمخاطرة بحياتهم بالفرار إلى دول مثل الهند وماليزيا وتايلاند، حيث مات الكثيرون خلال الرحلات ولم يُعترف بالناجين كلاجئين.

وفي كلمته، وجّه مؤسس شبكة طلاب الروهينجا “ماونج سيد الله”، رسالة إلى أبناء شعبه في ميانمار قائلاً: “لم ننسكم، نشعر بألمكم ونشارككم معاناتكم تحت وحشية المجلس العسكري”.

وأشار إلى أنّ ما تبقى من الروهينجا في ولاية أراكان يواجهون هجمات مميتة من ميليشيات أراكان التي ارتكبت فظائع تفوق ما ارتكبه جيش ميانمار، مستشهداً بهجمات الطائرات المسيرة في 5 أغسطس 2024 التي قتل فيها أكثر من 200 رجل وامرأة وطفل، فضلاً عن ذبح 600 روهنجي آخرين.

وأضاف أنّ أي مبادرة تخص الروهينجا دون إشراكهم في صنع القرار هي غير عادلة، داعياً الأمم المتحدة إلى حشد الموارد لتمكين الروهينجا قائلاً: “لسنا مجرد ضحايا بل لدينا القدرة على التغيير”.

وخلال الجلسة الأولى من المؤتمر رفيع المستوى بشأن الروهينجا، دعا مسؤولو الأمم المتحدة وناشطون حقوقيون، إلى تعزيز التضامن الدولي وصياغة حلول سياسية مستدامة لإنهاء عقود من القمع والنزوح والمعاناة الإنسانية التي يعيشها الروهينجا.

كما حذّرت المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة إلى ميانمار “جولي بيشوب”، من أنّ القتال العنيف بين جيش ميانمار والحركات الانفصالية يشكّل عقبة لا يمكن تجاوزها أمام عودة لاجئي الروهينجا الذين نزحوا عن ديارهم قبل أكثر من 8 سنوات.

وانطلق اليوم مؤتمر الأمم المتحدة رفيع المستوى بشأن الروهينجا والأقليات الأخرى في ميانمار على هامش أعمال الجمعية العامة رقم 80 للأمم المتحدة بحضور وفود دولية ودبلوماسية وحقوقية، ويظل الروهينجا بين الأمل والترقب لنتائج هذا المؤتمر الفريد من نوعه، أملاً في أن يضع نهاية لأزمة استمرت عقوداً، كما تجمع المئات من لاجئي الروهينجا في مخيمات بنغلادش قبل أيام لتوجيه نداء عاجل إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتحقيق العدالة والاعتراف بحقوقهم.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.